أنت هنا

4 صفر 1426
بيروت - وكالات - المسلم

احتشد آلاف اللبنانيين ملوحين بالأعلام اللبنانية بعد ظهر اليوم الاثنين، تلبية لدعوة المعارضة لاحتجاج ضخم للمطالبة باستقالة رؤساء الأمن وإجراء تحقيق دولي في اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري وانسحاب سوري كامل من بلادهم.

وكان اغتيال الحريري قد أدى إلى أسابيع من الاحتجاجات في شوارع بيروت تنديداً بعملية الاغتيال، شملت المطالبة بإقالة الحكومة اللبنانية وخروج القوات السورية.

واكتظت شوارع بيروت بالسيارات والحافلات التي تقل المتظاهرين الوافدين من الشمال والشرق وجبل لبنان إضافة إلى مدينة صيدا مسقط رأس الحريري إلى ساحة الشهداء على بعد أمتار فقط من مكان دفن الحريري .

وتستمر المزايدات اللبنانية حول المواقف الشعبية من الوجود السوري والحكومة الحالية، عبر المظاهرات التي اتسم بها النزاع الأخير في لبنان، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تحول النزاع السلمي إلى مسلح.

وقال منظمو المظاهرة: " إنها ستجذب مئات الآلاف إلى ساحة الشهداء بوسط بيروت، والتي شهدت احتجاجات يومية مناهضة للوجود السوري، وقد تكون هذه المظاهرة الأخيرة في سلسلة مظاهرات قام بها الجانبان المؤيد لوجود سوريا والمناهض له".

ورفع المتظاهرون الأعلام اللبنانية، وطالبوا بانسحاب سوريا، ورفعت شعارات منها "ما بدنا جيش بلبنان إلا الجيش اللبناني" و "نحن مع تطبيق اتفاق الطائف..لا للتدخل الأجنبي بجميع أشكاله".

وتدفقت الحشود من قرى البقاع في شرق لبنان الذي تنتشر فيه القوات السورية ومن مختلف القرى والبلدات اللبنانية، مما أدى إلى اختناقات مرورية على مداخل بيروت.

وهتف الحشود الذين تجمعوا في ساحة الشهداء "سوريا اخرجي" و "حرية.. سيادة استقلال" و "حقيقة حرية وحدة وطنية "و " نريد الحقيقة.. من قتل الحريري" واتهم العديد من اللبنانيين والمعارضة سوريا بالتورط في قتل الحريري، لكن دمشق نفت أي دور لها في عملية الاغتيال.

وذكرت مصادر سياسية أن المخاوف تتزايد من احتمال أن تتخذ الاحتجاجات والمظاهرات منحى يتسم بالعنف رغم أنها سلمية حتى الآن، وذلك في ظل الانقسامات السياسية العميقة بشأن الدور السوري منذ اغتيال الحريري في الرابع عشر من فبراير في انفجار سيارة ملغومة في بيروت.

وقد دعت إلى هذه المظاهرة (تيار المستقبل)، الذي أسسه الحريري بالإضافة إلى قوى المعارضة اللبنانية.

وقال مصدر سياسي في (اللقاء الديمقراطي) الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط فضل عدم ذكر اسمه : " إن المظاهرة ليست موجهة ضد سوريا، بل إن العنوان هو معرفة حقيقة من خطط ودبر وقتل رفيق الحريري".
واعتبر الاعتصام " مسيرة كرامة وحرية ومستقبل للبنان الذي أراده الحريري".

وفي هذه الأثناء انتشرت القوى الأمنية اللبنانية على جميع الطرقات المؤيدة إلى بيروت لحفظ أمن وسلامة المشاركين في المظاهرة.

فيما قالت مصادر في المعارضة: " إن السلطات تبحث فرض حظر على التجمهر بعد احتجاج اليوم الاثنين، وستطلب من الجيش اللبناني منع جميع المظاهرات".

ودعا (الرئيس اللبناني) إميل لحود ومسؤولون آخرون إلى التوقف عن الاحتجاجات، وحثوا المعارضة على بدء حوار للتوصل لسبل الخروج من الأزمة.