
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على شرعية المقاومة الفلسطينية، وعلى حرمة الدم الفلسطيني، من خلال إعلانها لوثيقة أطلق عليها اسم "ميثاق الشرف الفلسطيني"، تشكل أرضية للوحدة الوطنية الفلسطينية، حسب رؤية الحركة.
وركزت الوثيقة الجهادية على عدة ثوابت أساسية لا يمكن التغاضي أو التنازل عنها، منها التأكيد على أن فلسطين دولة إسلامية وعربية، وأن تحريرها أساس العمل المشترك، وعلى وحدة الشعب الفلسطيني في كل مكان، والتأكيد على حق عودة اللاجئين وحماية الشعب الفلسطيني...
كما حثَّت الوثيقة في الوقت نفسه على ضرورة الابتعاد عن الاقتتال بين الأشقاء والأخوة في فلسطين.
وتأتي الوثيقة بعد دعوات عديدة وجهها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، طالب فيها بوقف المقاومة، وانخراط عناصر المقاومة داخل أجهزة الأمن الفلسطينية، وهو الطرح الذي رفضته كل الفصائل الفلسطينية، بما فيها كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح.
كما أكدت الوثيقة التي تسلم موقع (المسلم) نسخة منها عبر مراسله في غزة، على أهمية إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل لمواجهة الخطر الصهيوني، مؤكدة أن الكيان الصهيوني هو العدو الأول للفلسطينيين؛ لأنه هو الذي اغتصب الأرض، وهدم الدور والمنازل، وشرد الأبرياء، واغتال الشيوخ والنساء والعزل.
وفيما يلي نص الوثيقة:
"بسم الله الرحمن الرحيم، ميثاق الشرف الفلسطيني.
"إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص".
وفاء للشهداء والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال، ولكل تضحيات شعبنا منذ أكثر من قرن من الزمان، وكون الانسحاب إنجازًا وطنيًا للمقاومة.
وتأكيداً على التمسك بحقنا المشروع في مقاومة العدوان والاحتلال وإزالة الاستيطان الصهيوني والدفاع عن أرضنا ومقدساتنا ضد المخططات الصهيونية، والانحياز الأمريكي السافر للعدو الصهيوني لقمع المقاومة والانتفاضة.
ولإفشال المحاولات الخارجية المستمرة للعبث بالشئون الداخلية للشعب الفلسطيني، وعملاً على تحقيق عودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي اخرجوا منها، فقد اتفقت القوى الفلسطينية على ميثاق الشرف التالي:
أولاً: في ثوابت القضية الوطنية:
1) فلسطين هي جزء من الأرض العربية والإسلامية، والشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية والإسلامية.
2) تحرير الأرض الفلسطينية هو أساس العمل المشترك على جميع الأصعدة الفلسطينية والعربية والدولية.
3) التأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده وحمايته بكل الوسائل الممكنة.
4) يشكل الكيان الصهيوني العدو الرئيس للشعب الفلسطيني؛ لاغتصابه الأرض وطرد الشعب والقتل الجماعي وهدم البيوت واقتلاع الأشجار وتدمير الاقتصاد والاستيلاء على مقدرات الشعب الفلسطيني وحرمانه منها لأكثر من نصف قرن من الزمان.
5) صون وحماية حق العودة لكل اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طردوا منها، والعمل على استرداد هذا الحق بكل الوسائل المشروعة.
6) الالتزام بهدف دحر الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
7) حماية الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة عسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا.
8) يؤكد الجميع على ضرورة بناء نظام اقتصاد فلسطيني مستقل في كل المجالات، وتوجيه الموارد المتاحة لتعزيز مقومات الصمود، وتشجيع الإنتاج الوطني، واعتماد سياسة نزيهة تنهي حالة الهدر والتبذير العام والفساد في المؤسسات القائمة، والتوزيع العادل لعبء المواجهة مع الاحتلال، ودعم صمود جميع فئات الشعب الفلسطيني.
9) أن قضية الأسرى والمعتقلين هي من أولويات العمل الفلسطيني وجزء من السيادة الوطنية، والتحرير والتأكيد على واجب العمل على إخراجهم بكل الوسائل المشروعة.
10) أن التعاون، أو التخابر، أو التنسيق الأمني، مع الاحتلال جريمة كبرى يجب أن يعاقب عليها بأقصى عقوبة حسب القانون المعمول به في فلسطين.
ثانياً: العلاقات الداخلية:
يؤكد الجميع على المبادئ التالية:
1) احترام عقيدة الشعب والأمة واحترام العرف والموروث الحضاري والثقافي وحقوق الإنسان، وتفعيل دور المرأة وحفظ حقوقها في كل مناحي الحياة.
2) التأكيد على صيانة الوحدة الوطنية وعدم تعريضها للخطر.
3) حماية الحريات السياسية وحق تشكيل المؤسسات المدنية والنقابية والتجارية والثقافية وحرية الإعلام والنشر والتعبير والتنظيم والتجمع والتظاهر بما لا يتناقض مع عقيدتنا وموروثنا الثقافي وفي إطار القانون.
4) إجراء عملية إصلاح شاملة للوضع الفلسطيني الإداري والمالي تكفل تحقيق العدل والمساواة والشفافية والمساءلة من قبل الجميع، وصيانة الأموال والممتلكات العامة ومحاسبة من يسيء استخدام منصبه والتصرف في المال العام.
5) تطبيق سيادة القانون واستقلال القضاء التام وحمايته من التعديات من أي جهة كانت، وتنفيذ قراراته ضمن سياسة الفصل بين السلطات، وتحويل كل أجهزة السلطة إلى مؤسسات محكومة بالقوانين تمهيدًا لتحويلها إلى مؤسسات الدولة المستقلة.
6) اعتماد الانتخابات للبتِّ في كل شأن من الشئون الفلسطينية ودعمها وعدم تعطيلها.
7) الحفاظ على مؤسسات المجتمع المدنية وتطويرها ودعمها، ووضع الضوابط التي تضمن تطورها وخدمتها للمجتمع بأسره.
8) وضع برامج تفصيلية متخصصة حول التعامل مع ظاهرة العملاء، بما يكفل القضاء عليها ويمنع تكرارها وبما يكفل حماية المجتمع منها.
9) اعتماد ثقافة الحوار البناء وصولاً للقواسم المشتركة، وتحريم استخدام السلاح في حل النزاعات الفصائلية أو العائلية أو الفردية.
10) وضع برامج تربوية تعليمية تؤكد على المعاني والمبادئ المتفق عليها للنهوض بالتعليم والثقافة والتربية بما لا يتناقض مع عقيدة الأمة وموروثها الثقافي والحضاري.
11) تفعيل دور المؤسسات الدينية وتطوير دور المساجد التربوي والإعلامي والثقافي.
12) تشكيل المرجعية الوطنية الفلسطينية الشاملة المؤقتة ووضع برنامج عملها.
ثالثًا: العلاقات الخارجية:
يؤكد الجميع على ما يلي:
1) بناء علاقات سياسية متوازنة مع الدول العربية والإسلامية تخدم قضايا الأمة وتحافظ على وحدتها وتقدمها.
2) العمل على بناء نظام اقتصادي متكامل مع الدول العربية والإسلامية والانفتاح على بقية دول العالم.
3) ضرورة بناء علاقات متوازنة مع كل دول العالم على الأسس الأخلاقية والمبادئ السياسية التي تحفظ حقوق شعبنا وحمايته ورد العدوان عنه.
4) التأكيد على شرعية المقاومة المسلحة والنضال السياسي وكافة الوسائل الجهادية والكفاحية التي مارسها ويمارسها الشعب الفلسطيني لتحقيق الحرية والاستقلال، وحشد كل الطاقات لإدانة كل أشكال الاحتلال والطغيان في فلسطين والعراق وأفغانستان وكل شبر يحتله الأجنبي.