أنت هنا

14 شعبان 1430
المسلم-(واس):

حذر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أن قضية فلسطين توشك أن تدخل نفقا مظلما لا خروج لها منه إلا برحمة من الله، ودعا الفصائل الفلسطينية إلى نبذ الخلافات والصراعات.

وقال الملك عبد الله إنه ليس من طبيعة الأشياء أن يحارب الشقيق الشقيق، وأن يتآمر الصديق على الصديق، مشيرا إلى أن العدو المتكبر المجرم لم يستطع عبر سنوات طويلة من العدوان المستمر أن يلحق من الأذى بالقضية الفلسطينية ما ألحقه الفلسطينيون أنفسهم بقضيتهم من أذى في أشهر قليلة.

وجاءت تصريحات العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في برقية أرسلها لرئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس، بمناسبة بدء المؤتمر العام السادس لحركة فتح في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة أمس.

وقال الملك عبدالله في برقيته لعباس: إنه "طبيعة الأشياء أن يلقى الإنسان العداوة والبغضاء من أعدائه، وأن يخوض معهم المعارك والحروب، إلاّ أنه ليس من طبيعة الأشياء أن يحارب الشقيق الشقيق، وأن يتآمر الصديق على الصديق، في مخالفة صارخة للتوجيه الرباني الكريم "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم"، وفي خروج صارخ على كافة القيم النبيلة والمبادئ السامية"، وأضاف: "إننا نفهم عدوان العدو الغادر الغاشم، وحقد الحاقدين، ومؤامرات الحاسدين، ولكننا لا نفهم أن يطعن الشقيق شقيقه، ولا أن يدب القتال بين أبناء الوطن الواحد رفاق السلاح والمصير المشترك".

وأكد الملك عبدالله أن "ما يحدث في فلسطين صراع مروّع بين الأشقاء لا يرضي الله ولا المؤمنين"، وأضاف "إن قلوب المسلمين في كل مكان تتصدع وهي ترى الإخوة وقد انقسموا إلى فريقين يكيل كل منهما للآخر التهم ويتربص به الدوائر، وأصارحكم أيها الإخوة أن العدو المتكبر المجرم لم يستطع عبر سنوات طويلة من العدوان المستمر أن يلحق من الأذى بالقضية الفلسطينية ما ألحقه الفلسطينيون أنفسهم بقضيتهم من أذى في أشهر قليلة، والحق أقول لكم أيها الإخوة إنه لو أجمع العالم كلّه على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ولو حُشد لها كل وسائل الدعم والمساندة لما قامت هذه الدولة والبيت الفلسطيني منقسم على نفسه شيعاً وطوائف ، كل حزب بما لديهم فرحون".
وتابع الملك عبدالله موجها كلامه للفلسطينيين: "أذكركم ونفسي بقوله عز وجل: "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص"، وبقوله جل شأنه: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، وإنني باسم إخوانكم في مهبط الوحي، وباسم إخوانكم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، أذكركم بإيمانكم ومواثيقكم المغلظة يوم اجتمعتم في البيت الحرام أمام الكعبة المشرفة، إنني أستحلفكم بالله، رب البيت الحرام، أن تكونوا جديرين بجيرة المسجد الأقصى، وأن تكونوا حماة ربوع الإسراء، أستحلفكم بالله أن يكون إيمانكم أكبر من جراحكم، ووطنيتكم أعلى من صغائركم، أستحلفكم بالله أن توحدوا الصف وترأبوا الصدع، وأبشركم إن فعلتم ذلك بنصر من الله وفتح قريب، وهو سبحانه القائل ووعده الحق "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".