
أظهر استطلاع حديث للرأي أن الشعوب الإسلامية هي الأقل هوسا بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، في حين ازدادت شعبيته في مناطق واسعة بالعالم من أمريكا اللاتينية إلى آسيا وأوروبا.
وكشف استطلاع الرأي الذي أجراه مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث في الأشهر القليلة الماضية أن الوقت ما يزال طويلا أمام أوباما للحصول على قدر من ثقة المواطنين في العالمين العربي والإسلامي.
ونشر الموقع الإلكتروني لـ"بيو" السبت ملخصا لنتائج الاستطلاع الذي أجرى على عينات مختارة من 24 دولة على مستوى العالم منها الضفة الغربية وقطاع غزة. وأظهرت النتائج أن الولايات المتحدة تتمتع بصورة إيجابية لدى جمهور لا يتجاوز 30% في كل من باكستان ومصر والأردن وتركيا وفلسطين. ففي مصر والأردن يُلاحظ أن ثقة المواطنين في سياسات الولايات المتحدة في عهد أوباما تزداد ببطء، أما في تركيا وباكستان وفلسطين فصورة الولايات المتحدة سلبية ولا يكاد يكون هناك تقدم يُذكر في تحسن الصورة.
وجاءت النسبة الأعلى التي أعلنت عن عدم ثقتها بالإدارة الأمريكية الحالية عند الفلسطينيين بنسبة 77% والباكستانيين بنسبة 64%. كما عبرت الأغلبية في 6 دول إسلامية من أصل 7 شملهم الاستطلاع عن عميق خوفهم من تهديد الولايات المتحدة لأمن بلادهم.
وأعربت غالبية المستطلع آراؤهم من الدول الإسلامية عن قناعتهم بأن أوباما لم يفعل شيئًا عمليا يصب في صالح الفلسطينيين ضد "الإسرائيليين"، في الوقت الذي رأت الغالبية من الدول غير الإسلامية أن أوباما قد يتخذ خطوات عادلة ترضي الطرفين.
وفي مصر وفلسطين والأردن ولبنان قال حوالي 7 من10 –ردا على أحد أسئلة الاستطلاع- إن لديهم شكًّا في إمكانية تبني أوباما سياسات عادلة تجاه قضايا الشرق الأوسط والحقوق الفلسطينية.
أما بالنسبة لمسلمي آسيا وإفريقيا، قال موقع "بيو" إن النتائج أظهرت قفزة في حالة الثقة بالولايات المتحدة في ظل إدارة أوباما، وجاءت النسبة الأعلى في إندونيسيا بـ 63% مقارنة بـ 37% في العام الماضي، ونيجيريا بـ 61% مقارنة 39%.
وما اعتبره الاستطلاع "أمرًا مدهشًا" هو نسبة ثقة المسلمين اللبنانيين السنة في أوباما مقارنة بالشيعة، فجاءت نسبة السنة 90% مقارنة بالشيعة 2% فقط، لكن سرعان ما استطرد الاستطلاع مشيرًا أن السبب "حتمًا هو تأييد الشيعة لإيران" التي دخلت في مواجهة مع واشنطن على خلفية ملفها النووي.
وخارج العالم الإسلامي وتحديدا في دول أوروبية كألمانيا وفرنسا وصلت نسبة الثقة في أوباما إلى تسعة 9 من كل 10 أفراد مستطلع آراؤهم، حيث اعتبر الغالبية العظمى من المستطلعة أراؤهم أن سياسة أوباما أفضل وأكثر تعقلاً من سياسة سلفه جورج بوش.
وخلص الاستطلاع إلى القول بأن "أوباما ربما لم يكن قد وصل للعالم الإسلامي كما كان يرغب، لكن يمكن القول أنه وضع الأساس الذي يستطيع البناء فوقه وتحقيق أهدافه".