أنت هنا

10 شعبان 1430
المسلم- صحف

كشفت صحيفة "تليجراف" البريطانية عن أن جهاز المخابرات البريطاني متورط في تعذيب المواطن المسلم بنيام محمد الذي تم الإفراج عنه في وقت سابق من العام.

وقالت الصحيفة السبت إن المحكمة العليا في بريطانيا كشفت عن أن أحد الضباط الأمنيين الذي كان يحقق مع محمد في باكستان زار المغرب خلال فترة احتجاز محمد بها. واعترف جهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي 5) بإملاء أسئلة التحقيقات إلى جهاز الاستخبارات الأمريكي "سي آي إيه" خلال احتجاز محمد لديهم، بالرغم من إعلانهم باستمرار أنهم لا يعرفون المكان الذي يحتجز فيه محمد.

وأنكر الـ"إم آي 5" في السابق تغطيته على تعرض محمد للتعذيب.

ومحمد إثيوبي الأصل عاش في لندن واعتقل في باكستان في إبريل 2002، بتهمة التخطيط لتنفيذ هجوم بالقنابل في الولايات المتحدة، وهي اتهم التي أسقطت بعد ذلك. وتعرض محمد للتعذيب قبل استجوابه من قبل "إم آي 5". وتم نقله إلى المغرب بشكل سري حيث تعرض مجددا للتعذيب قبل أن يتم نقله إلى سجن قاعدة باجرام الأمريكية في أفغانستان ومن ثم إلى معسكر جوانتانامو الأمريكي سيء السمعة في كوبا.

وتم الإفراج عن محمد في وقت سابق من العام الجاري، ومنذ ذلك الحين وهو يحاول إلزام الحكومة الإفراج عن سجلات المعاملة التي تلقاها أثناء الاعتقال.

وقال كليف ستافورد سميث محامي محمد: "إنه من الواضح الآن أن السلطات البريطانية لم تكن تقول الحقيقة عندما أنكرت معرفتها بأن بنيام محمد كان في المغرب، وأنهم تلقوا إخطارات من الولايات المتحدة ولم يخبرونا بها. نحتاج أن نعرف لماذا كذبوا في السابق وما الذي يسعون لتغطيته".

وكشفت المحكمة عن أن الوثائق أظهرت أن "الشاهد ب" –وهو الاسم الذي قدم به إلى المحاكمة ضابط الاستخبارات الذي حقق مع محمد بعد تعذيبه- زار المغرب في نوفمبر 2002 ومرتين أخريتين في فبراير 2003.

ويقول محمد إنه مازال يتذكر التعذيب القاسي الذي تعرض له، ويضيف: "ما لا يفهمه العالم هو شعور الإنسان الذي تعرض للتعذيب... إذا تم تعليقك ليوم كامل أو يومين أو شهر.. ففي كل مرة ترى حبلا ستعود بذاكرتك إلى الوقت الذي تم تعليقك فيه. هذه الذكرى لا تمحي".