أنت هنا

8 شعبان 1430
المسلم/صحف

أدانت صحيفة "الجارديان" البريطانية الحرب التي يشنها الاحتلال في أفغانستان, وأشارت إلى أن "الحرب المتغطرسة التي شارك فيها رئيس الوزراء توني بلير بأفغانستان تتجه إلى الاندحار", بينما أوضح استطلاع حديث للرأي أن غالبية الشعب البريطاني يرفض هذه الحرب.

ووصفت صحيفة "الجارديان" الإستراتيجية التي تتلخص بالاستيلاء والسيطرة والبناء على الأرض بأنها "بدعة إمبريالية".

وأكدت "الجارديان" في مقال للمحلل السياسي البريطاني سيمون جينكيز أن الحروب تنتهي بالمفاوضات وهو ما يجب أن تنتهي إليه هذه الحرب في أفغانستان.

واوضح جينكيز أنه و"بعد سنوات من العزف على وتر كسب العقول والقلوب وترديد مقولة الاستيلاء والسيطرة والبناء على الأرض علا صوت صفارة الهزيمة في هذه الحرب المرهقة والدعوة إلى وجوب الحديث مع العدو" في إشارة إلى الطروحات الداعية إلى محاورة حركة طالبان في أفغانستان.

وتابع المحلل السياسي البريطاني: "بينما كان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون يشيد بعملية مخلب النمر الاثنين الماضي كان نائب رئيس هيئة الأركان الجنرال سيمون مايا يعلن على نحو مثير للعجب أن الحرب الحالية في أفغانستان ليست ضد طالبان".

وسخرت الصحيفة من مجموعة من المسؤولين البريطانيين قائلة: "إن بعض الوزراء البريطانيين تحولوا إلى علماء بأصول وتطور الإنسان بعدما أعلن ميليباند أن هناك عناصر جيدة لطالبان كما وجد وزير التنمية الدولية دوجلاس إلكساندر أصدقاء جددا بين المعتدلين الباشتون وهم بحسب قوله متلهفون لنبذ العنف الذي تبنوه في حين أن بيل راميل من وزارة الدفاع يريد سلخ المقاتلين وإبعادهم وإعادة بناء الثقة بالمؤسسات الأفغانية".

وقال جينكيز: "إن الجميع يعلم أن البريطانيين سيغادرون أفغانستان وأن عناصر طالبان سيبقون وبالتالي فإن استراتيجية الاستيلاء والسيطرة والبناء هي ابتداع إمبريالي يستند على هراء واضح".

وتابعت "الجارديان: إن الكنديين وأكثر الأوروبيين أدركوا أن حرب أفغانستان أساسا هي حرب ثأرية أمريكية ومن أشد أنواع الحروب غباء وهي ستنتهي بالمفاوضات ولكن كم من الأرواح ستسقط قبل أن يحدث هذا.

من جهة أخرى, كشف استطلاع للرأي أجراه معهد "كومريس" ونشرته صحيفة ذي إندبندنت البريطانية أن غالبية البريطانيين يرون استحالة الانتصار في الحرب على أفغانستان ويطالبون بالسحب الفوري لقوات بلادهم منها.

وذكرت الصحيفة أن معارضة الشارع البريطاني للحرب في تزايد في ظل مقتل 22 عسكريا بريطانياً خلال الشهر الجاري، بالرغم من تصريحات رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بأن المرحلة الأولى من العملية العسكرية "مخلب النمر" ضد مقاتلي حركة طالبان في هلمند الأفغانية، كانت ناجحة.