أنت هنا

7 شعبان 1430
المسلم- وكالات

قتل 43 شخصا الأربعاء في معارك جديدة الأربعاء بين القوات النيجيرية وجماعة إسلامية تسعى لتطبيق الشريعة في البلاد، في رابع يوم على التوالي من المواجهات.

واسؤنفت المعارك صباح الأربعاء، كما قال شرطي طلب عدم الكشف عن هويته إن "43 شخصا قتلوا حتى الساعة في هوان ملقى" المنطقة القريبة من مدينة بوتيسكوم في ولاية يوبي، مشيرا إلى أن "الجميع في الملاجئ والطرقات مقفرة".

وتستمر القوات في مطاردة عناصر جماعة "بوكو حرام" (والكلمة تعني بلغة البلد "التربية الغربية حرام") التي تقول السلطات إنها تستلهم أفكارها من حركة طالبان الأفغانية المقاومة.

وكانت حصيلة رسمية نشرت الثلاثاء أكدت مقتل ما لا يقل عن 300 شخص في المواجهات التي اندلعت الأحد في ولايات شمالية عدة.

وحاول الجيش والشرطة الأربعاء سحق المقاومة التي أبدتها الجماعة في معقلهم في مايدوغوري (عاصمة ولاية بورنو) حيث استؤنف القصف بقذف الهاون ظهر الأربعاء.

وكانت معارك دامية وقعت الاثنين في هذه المدينة التي تعتبر مهد "بوكو حرام" والتي شنت فيها القوات الأمنية هجوما واسعا ضدهم. وقصف الجيش بقذائف الهاون منزل محمد يوسف زعيم الجماعة. وقال أحد رجال الشرطة: "لا نعلم ما إذا كان قتل أو تمكن من الفرار".

وكان الرئيس النيجيري عمرو يار أدوا أكد قبيل توجهه إلى البرازيل الثلاثاء أنه "بحلول المساء سيعود كل شيء إلى طبيعته" في مايدوغوري، مؤكدا أن الوضع بشكل عام في هذه المنطقة "تحت السيطرة".

لكن المواجهات استمرت فيما لا تلوح في الأفق نهاية قريبة للصراع.

وكانت المواجهات اندلعت صباح الأحد عندما تعرض مركز للشرطة في بوشي لهجوم من الجماعة بسبب احتجاز عناصرها، وسرعان ما امتدت المعارك إلى سائر أنحاء المنطقة وشملت أربع ولايات هي بوشي وبورنو وكانو ويوبي.

ومساء الاثنين أمر الرئيس النيجيري، القوى الأمنية بـ"التأهب الشامل" في حين تم إرسال تعزيزات إلى الولايات المضطربة.

وتضم "بوكو حرام" التي خرجت إلى العلن في 2004 نحو 200 شاب وشابة، معظمهم كانوا طلابا، لكنهم تركوا دراستهم في مسعى لهدفهم الأساسي وهو إقامة دولة إسلامية صافية في شمال البلاد على غرار النظام الذي أقامته حركة طالبان في أفغانستان.

وخلال السنوات الخمس التي أعقبت خروج الجماعة إلى العلن اندلعت مواجهات عدة بينها وبين القوى الأمنية، غير أن المعارك الحالية هي الأكثر حدة على الإطلاق.

ويشكل المسلمون الغالبية في شمال نيجيريا التي تعد 140 مليون نسمة على الأقل، في حين يشكل المسيحيون الغالبية في الجنوب. وقررت 12 ولاية شمالية تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية منذ عام 2000. لكن السلطات تمارس المزيد من التضييق على الإسلاميين وتحاول إعاقة تطبيق الشريعة.

وندد رجال دين مسلمون نيجيريون الأربعاء بالمواجهات الدائرة بين القوى الأمنية والإسلاميين، معربين عن "أسفهم" لهذه المواجهات ومؤكدين أنها تضر بمسلمي البلاد.