
أعلنت قوات الاحتلال البريطانية إنهاء المرحلة الأولى الأقوى عسكريا من عملية "مخلب النمر" التي بدأتها ضد المقاومة الأفغانية بشكل واسع في جنوب البلاد منذ شهر والتي فقدت فيها 20 جنديا. يأتي ذلك فيما دعت بريطانيا الحكومة الأفغانية إلى ممارسة سياسة الوقيعة بين الأفغان والمقاومة.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية إن هذه العملية التي بدأت في 23 يونيو شمال ولاية هلمند والتي ينفذها 3000 جندي، مؤلفة من ثلاث مراحل. وأوضحت أن "المرحلة الأولى انتهت اليوم، وهي الأقوى عسكريا".
وأضافت أن المرحلة التالية تنطوي على "تثبيت الوضع على الأرض" في حين تتعلق المرحلة الثالثة بـ "الإعمار".
ووكانت قوات الاحتلال الأمريكية قد بدأت في ذات الأثناء عملية "الخنجر" العسكرية واسعة النطاق في 2 يوليو بقوات بلغ قوامها 4 آلاف جندي من مشاة البحرية (المارينز)، حيث شنت هجوما آخر ضد المقاومة الأفغانية في القسم الجنوبي من هلمند.
ومنيت تلك القوات أيضا بخسائر فادحة في صفوف الاحتلال، وهو ما زاد الدعوات في الولايات المتحدة إلى سحب الجنود من أفغانستان باعتبارها معركة خاسرة.
ومن أبرز الخسائر التي تكبدتها القوات الأمريكية أسر أحد جنودها في قندهار.
وتمهد العمليتان العسكريتان للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في أغسطس.
وبالرغم من الخسائر الفادحة، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون أن "عملية مخلب النمر أظهرت إمكانية نجاحها ومع انتهاء المرحلة الأولى منها، حان الوقت لتوجيه التحية إلى كل الجنود الذين قدموا حياتهم ولتوجيه الشكر إلى كل القوات البريطانية لتصميمها وكفاءتها وشجاعتها".
وتابع: "ما استطعنا تحقيقه هو صد عناصر طالبان، وأيضا كسر صلة الرعب التي تربط الجبال الأفغانية والجبال الباكستانية بشوارع بريطانيا"، على حد زعمه.
ومن جانبه، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الاثنين القادة الأفغان إلى مضاعفة الحكومة الجديدة جهودها للقضاء على طالبان وانتهاج سياسة التفريق بينها وبين مؤيديها.
وأضاف ميليباند في خطاب ألقاه في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل، إن "التغيير الكبير الآن يجب أن يكون تحمل الأفغان المزيد من المسؤوليات"، ودعا الحكومة المقبلة إلى "التخلص من المتمردين الأفغان الذين يقاتلون من أجل المال أو بشكل قسري"، على حد زعمه.
وتابع "لن نرغم طالبان على الاستسلام بقوة السلاح وحدها"، موضحا أنه يرى بأن "الحكومة يمكنها أن تقوم بذلك بمساعدة الأسرة الدولية عن طريق تقسيم المجموعات وإقناع الأفغان بأننا لن نتخلى عنهم ونتركهم تحت رحمة طالبان، وإرساء حكم مشروع".
وأضاف ميليباند: "علينا أن نساعد الحكومة الأفغانية على استغلال هذه الفرصة ببذل الجهود الملائمة لشق المتمردين، وإعادة من يمكن إعادتهم للعيش تحت مظلة الدستور".