
وصل إلى بغداد قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، الجنرال ديفيد بتريوس، في زيارة هي الأولى للعراق منذ انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية من المدن العراقية في 30 يونيو الماضي.
وأكد مسؤول في السفارة الأمريكية في بغداد أن الجنرال بتريوس، والذي كان يتولى قيادة قوات الجيش الأمريكي في العراق، سوف يلتقي عدداً من المسؤولين العسكريين والسياسيين، وفي مقدمتهم الجنرال ريموند أوديرنو، الذي يُعد أكبر مسؤول عسكري أمريكي في العراق.
وتهدف زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية للعراق، التي تأتي قبل يوم من إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فيما يُعرف بإقليم "كردستان"، إلى بحث وتقييم الوضع الأمني في مختلف البلدات والمدن العراقية التي انسحبت منها القوات الأمريكية أواخر الشهر الماضي.
ووصل المسؤول العسكري الأمريكي إلى بغداد قادماً من الكويت، التي وصل إليها الخميس، حيث أجرى مباحثات مع نائب رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي، الفريق الركن أحمد الخالد، وبعد زيارة للملكة العربية السعودية الأربعاء، استقبله خلالها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وكان الجنرال بتريوس قد أعرب، في تصريحات أدلى بها مؤخراً في القاهرة، عن قلقه إزاء ارتفاع وتيرة أعمال المقاومة في العراق، مشيراً إلى أن الهجمات قد تستمر بعد انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية.
وتتزامن زيارة بتريوس إلى العراق مع فرض قوات الأمن العراقية إجراءات مشددة في إقليم "كردستان، استعداداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها اليوم السبت، شملت تلك الإجراءات إغلاق حدود الإقليم ووقف الحركة الجوية.
ويتمتع إقليم "كردستان"، الواقع شمالي العراق، بحكم ذاتي موسع منذ عام 1991، عندما وُضع تحت حماية غربية، في أعقاب حرب الخليج الثانية، ويضم محافظات "دهوك" و"إربيل" و"السليمانية."
من جانب آخر, تعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، بإبقاء الحكومة العراقية على اطلاع كامل في المستقبل بأي حوار بين الحكومة الأمريكية وجماعات المقاومة في العراق، ونفت علمها بمباحثات بين دبلوماسيين أمريكيين وتلك الجماعات السنية سوى مؤخراً.
وجاءت تصريحات كلينتون رداً على انتقادات رئيس الحكومة العراقية لتلك المباحثات التي وصفها "بالانتهاك لسيادة بلاده", على حد وصفه.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية عقب اجتماعها برئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، في واشنطن الجمعة: "سنتأكد من أن الحكومة العراقية على إطلاع تام بأي من مثل هذه الأنشطة...نريد التيقن من أن لدينا علاقة عمل وثيقة للغاية."
وتأتي التطورات إثر تصريح لعلي الجبوري، جرى تعريفه على أنه الناطق باسم المجلس السياسي للمقاومة العراقية خلال مقابلة مع قناة "الجزيرة" الأسبوع الماضي، قال فيه:إن جماعته عقدت جولتي مباحثات في مارس ومايو ، وجرى توقيع "بروتوكول" لتنظيم التفاوض بين الطرفين وتضمنت وثيقة تعترف فيها الولايات المتحدة بمجلس للمقاومة.
وأقرت الخارجية الأمريكية بعقد لقاءات غير محددة بالجماعات السنية، وبعلم الحكومة العراقية، خلال الشهور القليلة الماضية، وقال الناطق باسمها، روبرت وود: إنها جرت في سياق سلسلة اتصالات واسعة أجرتها الولايات المتحدة مع العراقيين لتعزيز جهود المصالحة, على حد قوله.