2 شعبان 1430
المسلم ـ وكالات

أكد السيد إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية على حماية مشروع المقاومة كخيار إستراتيجي في مواجهة الاحتلال الصهيوني مهما كان حجم التضحيات، موضحًا أن الحكومة ماضية من أجل العمل على تعزيز الصمود بالرغم من الدمار الكبير الذي خلَّفه الاحتلال، مشيرًا إلى أن حكومته قدمت للمتضررين إغاثة عاجلة تقدر بـ60 مليون دولار.
وأضاف هنية خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الكبير بخان يونس جنوب قطاع غزة: "هذا لا يكفي ولا يغطي إلا شيئًا قليلاً؛ لذلك نحن طالبنا أمتنا وأحرار العالم وأولئك الذين يرقصون على جراحنا أن يقدموا لشعبنا ما يعينه على إعادة الإعمار، وألا يبقوا المعابر مغلقة" مشددًا على أن "استمرارنا في تعزيز صمود شعبنا هو خطٌّ ثابتٌ".
ولفت هنية إلى أن الحكومة تعمل مع جميع الجهات ومختلف الأطراف من أجل إنهاء الحصار المفروض على القطاع، لافتًا إلى أن الحكومة والحركة لم تتخليا عن مسؤولياتهما على هذا الصعيد، وأنهما تنشطان سياسيًّا وميدانيًّا وإعلاميًّا وجماهيريًّا لكسر الحصار، مبشرًا بقرب زوال الحصار قائلاً: "بدأت تلوح في الأفق تباشير إنهاء هذا الحصار وفتح المعابر".
وتطرق هنية إلى موقف مجموعة الدول الثمانية الداعي إلى رفع الحصار، وبعض الحراك البادي في مواقف بعض الدول الأوربية والإقليمية من مسألة الحصار، مبشرًا بثقةٍ "بإذن الله سينكسر، وكما انتهى حصار "شِعب أبي طالب" سينتهي هذا الحصار".
وقال: "تباشير النصر تلوح في الأفق، وتباشير كسر الحصار تلوح، وشعبنا لم يستسلم"، مؤكدًا أن حركته أبت تقديم التنازل رغم التهديد والابتزاز والضغط بكافة أشكاله.
وتابع : "ربما لم نحقق لشعبنا الكثير، ولكننا حققنا معه العزة والفخار وعدم الانكسار" مخاطبًا الشعب بقوله: "أنتم أمل الأمة، أنتم تاج الوقار".
وشدد هنية على موقف حركة "حماس" من القبول بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وبحقوق كاملة على حدود الرابع من يونيو في الأرض المحتلة عام 1967م وعاصمتها القدس.
وأوضح: "يمكن أن نقبل بمرحلية التحرير، ولا نقف عقبة أمام دولة كاملة السيادة في حدود 67، ونسعى إلى تحقيق هذا الهدف الوطني مع كل المخلصين من أبناء شعبنا الفلسطيني، وهذا لا يعني لنا تنازلاً عن بقية الأرض وعن حق الأجيال القادمة في أرضها وميراثها الخالد".
كما جدد هنية التأكيد على حق أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني هجروا من ديارهم في العودة، مشدداً على أنهم لن يقبلوا بـ"أنصاف الحلول على أرضية التوطين، أو على أرضية ما يسمى بالحل العادل لقضية اللاجئين".
وقال: "خطنا الثابت هو المحافظة على حقوق شعبنا الفلسطيني، لأن هناك مؤامرات تستهدف الثوابت، وهناك حراكٌ سياسيٌّ إقليميٌّ تقوده الإدارة الأمريكية الجديدة".
وشدد على أن حركته لا تنطلق إلى الحوار والوحدة من منطلق الشعور بأزمة الذات، "ولكن من منطلق المسؤولية الوطنية"، موضحًا: "نحن نريد شعبًا موحدًا وأرضًا موحدةً في وجه مخططات الاحتلال"، ولكنه قال: "إن طريق الوصول إلى اتفاقٍ ما زصا طويلاً، وهناك عقبات" مؤكدًا استمرار الحوار حتى التوصل إلى اتفاق.
وقال: "لا نشعر بمأزق البرنامج ولا الوجود ولا الخيارات، فخياراتنا متعددة، وطريقنا واسع، وقدرتنا على المناورة قدرة عالية".
وأشاد بحالة الأمن المتحققة في قطاع غزة، مثمنًا التفاف الجماهير حول الحكومة وخياراتها، متعهدًا بوضع حدٍّ لمحاولات التعدي على القانون وأخذه باليد، وقال: "لا مساس بحرية الناس والفرد، ولا مساس بأمن الفرد والأسرة والمجتمع".
وأشار هنية إلى حادث الانفجار الذي وقع في أحد الأفراح مؤخرًا بقطاع غزة مؤكداً على رفض هذا السلوك والفلتان، قائلاً: "ندعو الناس ونأمرهم التزام شرع الله"، لافتًا إلى أن الحكومة، وبالتعاون مع أعضاء المجلس التشريعي، تم إقرار قوانين جديدة من أجل الحفاظ على الصورة الجمالية لشعبنا، وحماية الآداب والقيم والأخلاق، وعدم الخروج عن قواعد السلوك السوي، والحكومة تلتزم بتنفيذ هذه القوانين الصادرة من المجلس.
وأكد أنه "غير مسموحٍ لأحدٍ أن يأخذ القانون بيده.. يجب النظر إلى مقاصد التشريع دون حرفية النصوص، نحن أمةٌ وسطٌ، ونحمل منهجًا وسطًا".