
تستعد الولايات المتحدة لإجراء سلسلة من التحقيقات حول قضايا التعذيب قد تنتهي بكبار مسؤولي إدارة الرئيس السابق جورج بوش إلى مواجهة الكونجرس وربما توجه إليهم تهم جنائية.
وستسلط تحقيقات الكونجرس الضوء على السياسة التي اتبعتها إدارة بوش بشأن التعذيب وبرنامج الاغتيالات السري الذي تبنته وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه"، بما في ذلك الأدوار التي اضطلعت بها شخصيات ذات ثقل مثل نائب الرئيس السابق ديك تشيني ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد.
وقالت صحيفة "ّي أوبزرفر" البريطانية في تقرير لها بعنوان "رجال بوش المهمون يواجهون استجوابا بشأن التعذيب وفرقة الموت": إن الكونجرس استدعى خلال تحقيق يجريه بشأن إقالة مدعين عامين اتحاديين مستشار بوش السياسي كارل روف، الذي اضطر إلى المثول أمامه بهدف الإدلاء بشهادته وراء الكواليس. وبالمثل، فإن لجنة الاستخبارات في مجلس النواب طلبت الاطلاع على وثائق الـ"سي آي إيه" بهدف فحصها قائلة إنها ستقيم مدى قانونية احتفاظ الوكالة بفرقة اغتيال سرية دون علم الكونجرس، وتشير الأنباء إلى أن تشيني شخصيا أمر بإنشاء هذه الفرقة.
وتنطوي هذه التحقيقات على احتمال أن تخوض إدارة الرئيس باراك أوباما صراعا مريرا مع الجمهوريين الذين من المرجح أن يصوروا أي محاولة للتحقيق في مزاعم انتهاك القوانين الأمريكية على أنها من قبيل شن "حرب شعواء" على الحزب الجمهوري. كما أن بعض أركان إدارة أوباما يرى أن التحقيقات قد تصرف الإدارة عن تحقيق أهدافها.
ويواصل التقرير قائلا إن التحقيقات التي يجريها الكونجرس تسير على عكس رغبات بعض أركان إدارة أوباما بمن فيهم أوباما نفسه الذي لا يريد أن يصرفه الماضي عن تحقيق أهدافه بما فيها التعافي الاقتصادي وإصلاح النظام الصحي.
وواجه أوباما انتقادات لاذعة من جانب عدد من الساسة الأمريكيين بسبب إعلانه عن عزمه التحقيق في انتهامات محققي الجيش الأمريكي ضد معتقلي جوانتانامو.
وقد لا تكون لأوباما كما يقول الكاتب الكلمة الفصل فيما يخص القضايا الشائكة التي سيحقق فيها الكونجرس.
ويعكف كبار الساسة في الكونجرس على إجراء تحقيق بشأن نشاطات الـ"سي آي إيه" خلال إدارة بوش، وخصوصا المزاعم بأنها أخفت عن الكونجرس برنامجا سريا كان يهدف إلى اغتيال كبار زعماء القاعدة.