
اتهم أكبر مسؤولي الأمم المتحدة في السودان جنود المتمردين في جنوب السودان يوم السبت بالدخول إلى منطقة أبيي المتنازع عليها، وهي الخطوة التي من شأنها أن تزيد من حدة التوتر قبيل الحكم القضائي المنتظر في النزاع حول الحدود.
وقال أشرف قاضي الممثل الخاص للأمم المتحدة أنه تلقى عدة "تقارير وتأكيدات" بشأن قيام جنود من الجيش الشعبي لتحرير السودان وشرطة الجنوب بدخول أراض حول أبيي داعيا إياهم للانسحاب.
وقال قاضي إن القوات الجنوبية شوهدت قرب مدينة أقوك القريبة التي فر إليها عشرات الألوف من سكان أبيي بعد قتال عنيف بين القوات الشمالية والجنوبية في مايو العام الماضي، انتهى بتوقيع اتفاق خريطة طريق.
وأضاف أن هذا يمثل انتهاكا واضحا لاتفاق خريطة طريق أبيي ويمكن أن يؤدي إلى تصعيد وعنف إذا ظل دون رادع.
وتخضع المنطقة لاتفاق بين جيشا شمال السودان وجنوبه الذي يحظى بحكم شبه ذاتي يتضمن الابتعاد عن المنطقة لمنع مزيد من التصعيد في العنف ضمن اتفاق بوساطة الأمم المتحدة. وكانت مصادمات وقعت بين الجيشين في أبيي في العام الماضي.
ويحاول الانفصاليين في جنوب السودان الاستيلاء على أبيي زاعمين أن تلك المنطقة الغنية بالنفط تعتبر داخل نطاق سلطاته.
وتمثل حدود أبيي إحدى أشد القضايا حساسية التي لم تحسم في اتفاق السلام عام 2005 الذي أنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.
وأحال الجانبان القضية إلى محكمة التحكيم الدولية في لاهاي العام الماضي ووعدا بقبول قرار المحكمة أيا كان.
لكن الحكم المنتظر صدروه يوم الأربعاء المقبل يمكن أن يثير خلافات، كما تؤدي التوترات اليوم إلى قلق حول ردود الأفعال المرتقبة حيال الحكم.
وتشهد تلك المنطقة بشكل عام قدرا كبيرا من التوتر العرقي والشعور بالمرارة إزاء ما ينظر إليه على أنه إهمال حكومي، وهي نفس التوترات التي أذكت القتال في إقليم دارفور بغرب السودان.
وسيترتب على أي عودة للحرب الأهلية في السودان تأثيرات خطيرة على البلاد وصناعتها النفطية وعلى المنطقة المجاورة.
وقال قاضي أنه منزعج من تقارير غير مؤكدة عن أن القوات والقادة الذين شاركوا في قتال في مايو عادوا إلى المنطقة. وأضاف أن وجودهم إذا تأكد يمكن أن يكون مدمرا على نحو خاص.