أنت هنا

23 رجب 1430
المسلم-وكالات:

في هجومين منفصلين، قتل مسلحون مجهولون بالرصاص، اثنين من المسلمين في أقصى جنوب تايلاند الذي كان سابقا مملكة إسلامية يطلق عليها اسم "فطاني"، وذلك وفقا لما ذكرته الشرطة التايلاندية اليوم الأربعاء.

ووقع الهجومان في "باتاني"، وهو أحد ثلاثة أقاليم تسكنها أغلبية مسلمة جنوب تايلاند.

وقتل مسلحون كانوا يركبون دراجة نارية بالرصاص أحد عملاء الحكومة التايلاندية أثناء عودته من عمله الليلي في نقطة عسكرية في منطقة "موانج" بالاقليم. وفي حادث آخر قالت الشرطة ان رجلا عثر عليه قتيلا مصابا بطلقات نارية في منطقة "نونج تشيك".

ومن الجدير بالذكر أن جنوب تايلاند الذي تسكنه أغلبية مسلمة كان مستقلاً حتى عام 1902م، حين قامت بريطانيا باحتلال مملكة "فطاني" الإسلامية ، ثم تسليمها غنيمةً باردة لتايلاند، وإعلان دخولها في الحدود السياسية لتايلاند بتواطئ دولي وصمت عربي وإسلامي.

وتقع منطقة "فطاني" بين ماليزيا وتايلاند، ويرجع أصل سكانها للمجموعة الملايوية المسلمة، ويتكلمون اللغة الملايوية ويكتبونها حتى الآن بأحرف عربية بسبب أصولهم العربية منذ نشأة مملكة فطاني الإسلامية في القرن الثامن الهجري.

وتقول المراجع التاريخية: إن الإسلام وصل إلى "فطاني" عن طريق التجارة في القرن الخامس الهجري وأخذ في التنامي حتى صارت المنطقة كلها إسلامية وتحت حكم المسلمين في القرن الثامن الهجري وصارت "فطاني" مملكة إسلامية خالصة ومستقلة.

وعندما احتل البرتغاليون تايلاند أوعزوا إلى قادة تايلاند بحتمية احتلال "فطاني" للقضاء على سلطنة الإسلام بها ولابتلاع خيراتها، فقام التايلاندون باحتلال فطاني سنة 917هـ ولكنهم ما لبثوا أن خرجوا منها بعد قليل تحت ضغط المقاومة الإسلامية.

ومع انتشار الاحتلال الإنجليزي في المنطقة الآسيوية دخل الإنجليز تايلاند وفطاني، وقمعوا بدورهم مملكة فطاني ومسلميها، وأضعفوا الإقليم مما مهد الطريق أمام مملكة تايلاند (مملكة سيام) لضم فطاني رسمياً لها سنة 1320هـ (1902 ميلادية) بعد سلسلة طويلة من الثورات والمقاومة الباسلة من المسلمين، وكان هذا الضم إيذاناً بعهد جديد في الصراع بين المسلمين وأعدائهم البوذيين في تايلاند.