
خاضت القوات الحكومية الصومالية قتالا ضاريا إلى جانب قوات حفظ السلام الإفريقية في مواجهة المعارضة الإسلامية المسلحة، حيث لقى 43 شخصا على الأقل مصرعهم بشمال العاصمة مقديشو، فيما أعلنت الحكومة قتل وأسر عدد من المقاتلين الأجانب.
وتضاربت الأنباء حول استعادة الحكومة الصومالية وقوة "أميسوم" التابعة للاتحاد الإفريقي السيطرة على بعض المناطق، فيما لم تتمكن تلك القوات من السيطرة على معاقل المعارضة في مقديشو وأجزاء أخرى من الصومال رغم الدعم والتدريب الدوليين.
وقال صلاد علي جيلي عضو البرلمان الذي شارك في قتال يوم الأحد: "قتلنا 40 من مقاتلي جماعة الشباب ونحن مستمرون في طردهم من ثلاث مناطق في شمال مقديشو. وتساعدنا قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي"، والبالغ قوامها 4300 جندي.
وأقر نائب عمدة مقديشو عبد الفتاح شاويي بمقتل ثلاثة جنود حكوميين، بينما تحدث ناطق حكومي عن مقتل 21 مسلحا "بينهم عشرة أجانب".
ويوم أمس عرضت الحكومة جثة من قالت إنه مسلح أفغاني من تنظيم القاعدة حارب مع الشباب المجاهدين وقتل في المعارك، وتحدثت عن أسر آخرين من باكستان وأفغانستان قائلة إنهم سيعرضون قريبا على الإعلام.
ونفت حركة الشباب المجاهدين المعارضة أن يكون من عرض مقاتلا أجنبيا، وأكدت أنه صومالي، واتهمت الحكومة باصطياد الصوماليين البيض لقتلهم وعرضهم على أنهم مقاتلون أجانب.
ولم يتسن اليوم الحصول على تعليق فوري من المعارضة التي يقودها الحزب الإسلامي بزعامة حسن طاهر أويس.
وقال نائب رئيس بلدية مقديشو إن المسلحين استولوا على منطقة بالقرب من القصر الرئاسي في مطلع الأسبوع. وقال عبد الفتاح شاوي "أميسوم ساندتنا في هذه العملية الأخيرة لأن المتمردين كانوا على بعد كيلومتر فقط من القصر الرئاسي...فقدنا ثلاثة جنود في المعركة".
وتضغط الحكومة الصومالية المؤقتة من أجل منح أميسوم تفويضا أقوى يسمح لجنودها بمساعدة القوات الحكومية في قتال جماعات المعارضة.
ولا يسمح لقوات حفظ السلام من أوغندا وبوروندي سوى بالدفاع عن نفسها إذا تعرضت لهجوم وحماية المواقع الرئيسية مثل القصر الرئاسي والمطار والميناء.
وقال سائق عربة إسعاف إنه شاهد ثمانية جثث لمقاتلين ممددة في الشوارع وأنه نقل ما يصل إلى 16 مصابا. ولم يتضح ما إذا كانت كل الجثث الثماني لمقاتلي الشباب.
وقال علي موسى الذي يعمل بالإسعاف في مقديشو: "لا يزال هناك قصف في المناطق السكنية. لا يمكننا الوصول إلى بعض المناطق".
وقال متحدث باسم أميسوم: "كانت قواتنا في خطر محدق لذا اضطررنا إلى القيام بعمل محدود لأن المتمردين تجاوزوا الخط الأحمر حيث كان من المفترض ألا يتجاوزوه لتجنب قيامنا بتحرك عسكري".
وقال سكان بمقديشو إنهم شاهدوا قوات الاتحاد الإفريقي في عربات مدرعة يقاتلون المتمردين في شمال مقديشو. وأضاف أحدهم أنه شاهد هذا الصباح "دبابات أميسوم تتجه ناحية جبهة القتال وبعد فترة قصيرة سمعنا صوت إطلاق نار أعلى كثيرا وأشد من الأيام الماضية".
وأسفر القتال في الصومال منذ أطاح الاحتلال الإثيوبي باتحاد المحاكم الإسلامية في أواخر 2006 عن مقتل 18 ألف شخص على الأقل وتشريد مئات الآلاف.
وقتل 20 شخصا أمس السبت في اشتباكات بين المعارضة والقوات الحكومية في أعنف قتال تشهده العاصمة منذ أسبوع.