أنت هنا

19 رجب 1430

بعد أن تخطت خسائر القوات البريطانية في معاركها بأفغانستان تلك التي خسرتها في العراق، تحدثت الصحف البريطانية اليوم عن جدوى خوض حرب شرسة بقوات تفتقر إلى عتاد حديث وتجهيز مناسب، فيما دافعت الحكومة البريطانية عن استراتيجيتها في الحرب.

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس الجمعة مقتل 8 جنود لها في أفغانستان خلال 24 ساعة. ومن بين القتلى 5 قتلوا في انفجارين أثناء قيامهم بدورية راجلة وهو أكبر عدد من القتلى يسقط في هجوم واحد.

وبذلك تكون بريطانيا قد فقدت 184 جنديا في أفغانستان منذ مشاركتها في احتلال البلاد عام 2001. ويتجاوز هذا الرقم عدد الجنود الذين خسرتهم بريطانيا في حرب العراق التي بدأت في عام 2003 وهو 179 جنديا.

وقتل 15 عسكريا من بينهم اربعة ضباط في الأيام العشرة الماضية وحدها. وبالرغم من ذلك دافع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون عن استراتيجيته في أفغانستان، خلال رسالة بعثها إلى لجنة برلمانية قال فيها إن حكومته تسير على النهج الصحيح في أفغانستان.

وقال براون في الرسالة إنه "رغم الإصابات الأخيرة في صفوف الجنود البريطانيين إلا أن القادة العسكريين يعتقدون إنهم سينجحون في تحقيق أهدافهم". ووصف براون الحدود الباكستانية الأفغانية بالوعاء الجديد للإرهاب الذي يربط ثلاثة أرباع خطط الإرهاب الخطيرة ضد بريطانيا.

وقال براون إن قواته تواجه "صيفا بالغ الصعوبة" في أفغانستان مشيرا إلى ضرورة إعداد نفسها لمزيد من الخسائر.

ومن جانبها، رأت صحيفة "ذي جارديان" الصادرة صباح اليوم أن القوات البريطانية باتت معرّضة يوماً بعد يوم "لعدو عاقد العزم وغير تقليدي". ونقلت الصحيفة عن زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار السابق منزيس كامبل توقعاته بأن تحدث الأرقام الجديدة للقتلى تحولاً في الرأي العام البريطاني.

وتتعرض الحكومة لانتقادات حادة من قادة الجيش البريطاني ممن هم في الخدمة أو أحيلوا إلى التقاعد لعجزها عن تزويد قواتها بالمعدات المناسبة التي تساعدها على القتال في جنوب أفغانستان.

وزادت بريطانيا عدد قواتها إلى نحو 9000 من أصل 8100 جندي خلال الأشهر الماضية بهدف السيطرة على الأمن قبيل انتخابات الرئاسة المقررة في 20 أغسطس.

ومن جانبها، قالت صحيفة ذي إندبندنت إن عودة الجنود البريطانيين من أفغانستان في نعوش، دليل على القتال "الضاري" الذي تدور رحاه في هلمند حيث تنتشر القوات البريطانية. تناولت الأوضاع التي تعانيها القوات البريطانية العاملة في أفغانستان من "نقص مريع في الأفراد والعتاد".

وقالت إن المهمة في نظر الجنود البريطانيين بأرض المعركة "محبطة وخطرة إلى درجة لا تطاق"، وأضافت أن هؤلاء الجنود يقاتلون عدواً قلما يرونه، ويحاولون في ذات الوقت استمالة الأهالي إلى جانبهم الذين "عانوا الأمرّين منذ أن وطئت القوات الأجنبية أرضهم".