
قالت الشرطة التايلاندية، اليوم الخميس: إن جنديا قتل، وأصيب خمسة آخرون في انفجار قنبلة في إقليم "باتاني" الذي تسكنه أغلبية مسلمة جنوب البلاد، والذي كان من قبل جزءا من مملكة "فطاني" الإسلامية.
وفجرت القنبلة بينما كان الجنود يستقلون شاحنة صغيرة خلال دورية في بلدة "يارانج" باقليم "باتاني".
وكان ثلاثة جنود تايلانديين قد جرحوا في اقليم "يالا" المجاور أول من أمس الثلاثاء لدى انفجار قنبلة مزروعة في الطريق.
ومن الجدير بالذكر أن جنوب تايلاند الذي تسكنه أغلبية مسلمة كان مستقلاً حتى عام 1902م، حين قامت بريطانيا باحتلال مملكة "فطاني" الإسلامية ، ثم تسليمها غنيمةً باردة لتايلاند، وإعلان دخولها في الحدود السياسية لتايلاند بتواطئ دولي وصمت عربي وإسلامي.
وتقع منطقة "فطاني" بين ماليزيا وتايلاند، ويرجع أصل سكانها للمجموعة الملايوية المسلمة، ويتكلمون اللغة الملايوية ويكتبونها حتى الآن بأحرف عربية بسبب أصولهم العربية منذ نشأة مملكة فطاني الإسلامية في القرن الثامن الهجري.
وتقول المراجع التاريخية: إن الإسلام وصل إلى "فطاني" عن طريق التجارة في القرن الخامس الهجري وأخذ في التنامي حتى صارت المنطقة كلها إسلامية وتحت حكم المسلمين في القرن الثامن الهجري وصارت "فطاني" مملكة إسلامية خالصة ومستقلة.
وعندما احتل البرتغاليون تايلاند أوعزوا إلى قادة تايلاند بحتمية احتلال "فطاني" للقضاء على سلطنة الإسلام بها ولابتلاع خيراتها، فقام التايلاندون باحتلال فطاني سنة 917هـ ولكنهم ما لبثوا أن خرجوا منها بعد قليل تحت ضغط المقاومة الإسلامية.
ومع انتشار الاحتلال الإنجليزي في المنطقة الآسيوية دخل الإنجليز تايلاند وفطاني، وقمعوا بدورهم مملكة فطاني ومسلميها، وأضعفوا الإقليم مما مهد الطريق أمام مملكة تايلاند (مملكة سيام) لضم فطاني رسمياً لها سنة 1320هـ (1902 ميلادية) بعد سلسلة طويلة من الثورات والمقاومة الباسلة من المسلمين، وكان هذا الضم إيذاناً بعهد جديد في الصراع بين المسلمين وأعدائهم البوذيين في تايلاند.
وقد توالت على الإقليم المسلم عدة ثورات ومحاولات من جانب المسلمين لإعادة المطالبة بحقوقهم واجهتها السلطات هناك بالقمع والاعتقال لكل من قاد المطالبة بهذه الحقوق، مثل حركة الحاج محمد سولونج أحد العلماء المسلمين بفطاني الذي طالب بعدم إخراج محصولات وموارد فطاني خارجها واستهلاكها محلياً فاعتقل وحكم عليه بثلاث سنوات قبل أن يستشهد.