
نشرت السلطات الصينية آلاف الجنود في شوارع مدينة اورومتشي عاصمة إقليم شينجيانج اليوم الأربعاء للفصل بين مسلمي إقليم تركستان الشرقية وأبناء عرقية الهان الصينية مع تصاعد الاضطرابات بعد ثلاثة أيام من الاعتداءات على المسلمين والتي خلفت مئات القتلى.
يأتي ذلك فيما تعهد عضو بارز بالحزب الشيوعي بإعدام المذنبين في جرائم القتل خلال الفوضى التي عمت الإقليم الواقع في شمال غرب الصين.
واصطفت عربات مدرعة وحاملات المشاة الخضراء إلى جانب قوات مكافحة الشغب في مدينة اورومتشي التي يبلغ عدد سكانها 203 مليون نسمة. كما شكلت القوات كردونا عسكريا حول الأحياء السكنية الخاصة بالمسلمين لمنع رعاع الهان المسلحين بالعصي من الاعتداء عليهم.
وحامت طائرات عسكرية في أجواء المدينة حيث ألقت مطبوعات تحث السكان على البقاء في منازلهم والتوقف عن القتال. كما جرى استدعاء بعض القوات من مقاطعات أخرى للمساعدة في تسيير دوريات عسكرية تجوب شوارع المدينة.
وكانت السلطات قد فرضت حظرا للتجوال أثناء ليل يوم الثلاثاء بعد أن خرج آلاف الهان الصينيين المسلحين بالهراوات والسكاكين والقضبان المعدنية إلى شوارعها ونشروا الفوضى وقتلوا عددا من أبناء أقلية الإيوجور المسلمين، على خلفية أعمال العنف التي وقعت الأحد الماضي والتي تعد أسوأ أعمال عنف عرقية تشهدها المنطقة منذ عقود.
وكانت مصادر إسلامية قد أكدت أن عدد القتل في الاضطرابات بلغ أكثر من 600 قتيل. كما أصيب 1080 شخصا وألقت الشرطة القبض على 1434 منذ يوم الأحد.
وخرج كثيرون من الهان إلى الشوارع مجددا يوم الأربعاء وعلى الرغم من تحليق طائرات الهليكوبتر في الجو وقعت اشتباكات بالأيدي وسط حشد من ألف شخص فيما ألقت الشرطة القبض على زعماء بعض الجماعات.
ورغم تلك الإجرءات إلا أن سكانا مسلمون قالوا إن الاعتقالات استمرت وأنهم جمعوا حجارة وقضبانا حديدية كما أقاموا متاريس للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الهان المتطرفين.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن مطار أورومتشي كان مزدحما بالاشخاص الذين كانوا يريدون المغادرة، بعد أن أصبحت المدينة مكانا غير آمن.