أنت هنا

7 رجب 1430
المسلم- مواقع صومالية

قال الشيخ الدكتور بشير صلاد رئيس هيئة علماء الصومال إن ما يجري حاليا في العاصمة الصومالية مقديشو ليس جهادا شرعيا وإنما قتال بين طائفتين من المسلمين يجب إيقافه. وذكر أن التفجيرات الانتحارية التي يقتل بها مسلمون مدنيون غير جائزة شرعا.

يأتي ذلك فيما اتهم الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد رئيس الحزب الإسلامي المعارض الشيخ حسن طاهر أويس الذي يخوض حربا ضد القوات الحكومية، بالتعاون مع ضباط إرتريين يخططون له القتال.

وجاءت تصريحات صلاد خلال مشاركته في الندوة العلمية الأولى المنعقدة في مدينة لاسعانود بشمال البلاد، والتي تهدف إلى تعميق فهم الشعب الصومالي للإسلام وتصحيح مفاهيم كثيرة حول مسائل الجهاد وتطبيق الشريعة الإسلامية. كما تهدف الندوة التي يشارك فيها نخبة من العلماء إلى محاربة أفكار الغلو التي راجت مؤخرا في بعض الأوساط بالصومال.

ونقل موقع "الصومال اليوم" تصريحات صلاد التي شدد فيها على أن الجهاد عبادة مثل الصلاة والصوم، وهي عبادات لا تكون بالهوى وإنما بالشرع. واعتبر أن المسلمين في الصومال يحرصون على إقامة الصلاة وفق السنة، ويتحرون توفير أركانها وشروطها، ولكنهم يتساهلون في تحري شروط الجهاد وأركانه اعتمادا على حسن نية المقاتلين، مشددا على أن "النية الحسنة لابد أن تقارنها متابعة الشريعة".

وبين أن الجهاد لا يتوقف على أسباب طبيعية مثل الصلاة التي تتحدد أوقاتها بزوال الشمس وغروبها، ومثل الصوم.. ولكن الجهاد أمر يتوقف على الاجتهاد، ويعود إلى قرار أهل الحل والعقد من المسلمين فهو من باب السياسة الشرعية. وأشار إلى أن انفراد طائفة معينة من المسلمين وافتياتها على الأمة أمر لا يصح.

وعرف فضيلته الجهاد بأنه "قتال الكفار المحاربين لإعلاء كلمة الله"، وبالتالي فإن شروط الجهاد لا تنطبق على ما يجري حاليا في مقديشو، حيث أن الغرض منه ليس هو إعلاء كلمة الله، وإنما قتال بين مسلمين اختلفوا في أمور.

وتابع: "نحن ننصحهم بالتوقف عن القتال حقنا لدماء المسلمين؛ فهم طائفتان من المسلمين حتى لا يوفر قتالكم الذريعة للكفار، ويؤدي إلى سيطرتهم على بلاد المسلمين"، في إشارة إلى دخول قوات أجنبية إلى البلاد لمساعدة القوات الحكومية في صد هجمات المعارضة الإسلامية.

وقال صلاد إن خروج القوات الإفريقية من البلاد "يتوقف على اتفاقنا، فتنازعنا هو أساس المشكلة حيث يؤدي إلى استمرار بقاء القوات الموجودة حاليا في مقديشو ومجيء قوات أخرى".

وانتقد فضيلته علميات التفجيرات التي ينفذها أشخاص بواسطة سيارات أو غيرها، معتبرا أن ذلك من النوازل، وقال: "إن المعروف سابقا عند الفقهاء هو مسألة انغماس المحارب داخل العدو، ومسألة التترس".

وذكر أنه "لا يوجد أحد من كبار العلماء من أهل الاجتهاد أجازه مطلقا بدون شروط". وتابع: أن العلماء أجازوا أن يقتل الإنسان نفسه بشروط مشددة منها: إذن إمام المسلمين أو أهل الحل والعقد منهم، وأن يؤدي ذلك إلى مصلحة راجحة متحققة، وأن لا يكون المنفذ قد حمله على ذلك اليأس من الحياة، وأن يتعين ذلك طريقا لنكاية العدو بحيث لا يمكن إضرارهم إلا عن هذا الطريق، وألا يؤدي إلى مفسدة أعظم.

ثم عقب قائلا: "هذه الشروط غير متوفرة حاليا بمقديشو، بل الذي يحدث غالبا أن المنفذ لهذه التفجيرات يستهدف كافرا أو اثنين، ويقتل عددا كبيرا من المسلمين". وذكر الشيخ صلاد أن هذا النوع من التفجيرات غير جائزة شرعا، وهي مفسدة عظيمة ، بل عين المفسدة، والمنفذ هو الذي يتحمل نتيجة فعله.

ومن جانبه، شن الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد هجوما على الشيخ حسن طاهر أويس رئيس الحزب الإسلامي المعارض الذي يخوض حربا ضد القوات الحكومية، متهما إياه بالتعاون مع ضباط إرتريين يخططون له القتال.

وقال في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة مقديشو: "بداية شيخ حسن طاهر هو صديقي السابق ولديه ضباط أرتريون يخططون له القتال ولم يكن ذلك جزء من اتفاقيتنا". وأضاف "كانت اتفاقيتنا تحرير البلاد واستعادة الدولة والنظام وتطبيق الشريعة الإسلامية"، مشيرا إلى أن أويس يريق الدماء ظلما ويرتكب جريمة كبرى ضد الشعب الصومالي على حد تعبيره.

وقال الرئيس الصومالي إن "الإرهابيين الدوليين شنوا هجوما واسعا على الصومال"، منوها إلى أن خططهم لم تكن ناجحة. وأدان شيخ أحمد ما وصفه بعمليات ذبح وحرق ونهب ترتكبها الجماعات المعارضة كما تفاءل بأن الشعب الصومالي سيتجاوز هذه المرحلة الحرجة.