
قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل إن التغيير الذي طرأ على الخطاب الأميريكي تجاه قضايا الشرق الأوسط يعود إلى الصمود في فلسطين ولبنان والعراق داعيا إلى إتباع التغيير الجيد باللغة إلى تغيير على الأرض.
وقال مشعل خلال خطاب ألقاه اليوم في العاصمة السورية دمشق، إن خلاص الأمة يكون بيدها، وأضاف :"نحن لسنا أصحاب حق وقضية عادلة وأصحاب هذه الأرض فحسب، بل نحن متجذرون في هذه الأرض منذ 6 آلاف سنة، ونحن من قدم العلم والثقافة والقيم الإنسانية للبشرية أجمع، ومن قدم قيم التسامح والتفاعل بين الحضارات وليس التصادم معها".
وأضاف: "نحن نلمس تغييرا في الخطاب الأمريكي خاصة بعد خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في القاهرة، ونحن نقدر ذلك، ولكننا لانسحر بالخطابات وإنما نريد تنفيذ السياسات على الأرض".
واعتبر أن "المطلوب من قادة الدول العظمى هي الأفعال الحازمة والمبادرات الجادة التي تعيد الحق لأصحابه وتنهي الاحتلال غير المشروع، وأن قدرة أي إدارة أمريكية على كبح جماح إسرائيل لن تتحقق قبل كبح جماح النفوذ الصهويني في قرار الإدارة الأمركية".
وكان حضور قيادات حماس واضحا في الخطاب، حيث حضر جميع أعضاء المكتب السياسي، وقادة حماس في غزة من بينهم محمود الزهار، وأسامة حمدان.
واعتبر مشعل حديث أوباما عن تجميد الاستيطان "أمرا جيدا ولكنه غير كاف". وأشار إلى أن الغرب يتحمل مسؤولية كبيرة عن التطرف والعناد "الإسرائيلي"، قائلا: "أي عدالة يمكن أن يتفهمها أوباما في ظل قيام وطن قومي لليهود في فلسطين، وما ذنب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية في هذا الوعد. فما زال شعبنا الفلسطيني يعاني من الظلم والقهر والمجازر من دير ياسين حتى غزة".
وتابع أن "غزة ما زالت تعاني من جريمة الحصار والإغلاق حيث يسقط جراء ذلك مئات الضحايا من المرضى والجرحى، وما زال يتوطأ الكثيرون على هذه الجريمة الحصار".
وطالب مشعل بمصادقية الأفعال بإعمار غزة، وإنهاء الحصار وترك المصالحة الفلسطينية تأخذ طريقها دون شروط خارجية، وترك الشعب الفلسطيني يقرر مصيره بيده.
واعتبر مشعل أن خطاب نتانياهو الأخير حول إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح دون القدس أو حق العودة للاجئين، كان شديد الوضوح. وقال: "الآن وبعد أن انقشع الغبار وانقشعت الأوهام التي علقها البعض، وفي ظل التطرف الإسرائيلي لا بد من تأكيد ما يلي:
أولا: نرفض الموقف "الإسرائيلي" الذي عبر عنه نتنياهو حول الحقوق الفلسطينية جملة وتفصيلا وخاصة بالقدس واللاجئين والاستيطان والدولة الفلسطينية واشتراطها منزوعه السلاح، وهذه الدولة التي يتحدث عنها هي كيان مسخ.
ثانيا : نؤكد على رفضنا لما يسمى يهودية "إسرائيل"، ونحذر من أي تساهل فلسطيني أو عربي حيالها.
ثالثا: على الإدارة الأمريكية والرباعية أن تدرك أن غالبية قوى شعبنا وجماهيره لا تكترث لإطلاق عملية التفاوض. فالتفاوض في ظل الموقف "الإسرائيلي" القائم عملية عبثية، داعيا إلى إنهاء الاحتلال ورفع الظلم عنه وانجاز حقوقه.
رابعا: قضية فلسطين ليست قضية حكم ذاتي وسلطة وعلم ونشيد وأجهزة أمنية وأموال من المانحين، بل هي قضية وطن وهوية وتاريخ وسيادة على الأرض، والقدس وحق العودة والأرض عندنا أهم من السلطة، لذلك فإن البرنامج الذي يمثل الحد الأدنى لشعبنا هو قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس ذات سيادة كاملة على حدود 67 وإزالة جميع المستوطنات وإنجاز حق العودة.
وأكد مشعل على الرفض القاطع للتوطين والوطن البديل خاصة بالأردن، قائلا إن "الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين".
خامسا: نقدر لغة اوباما تجاه حماس وهي خطوة في الاتجاه الصريح نحو الحوار المباشر بلا شروط، وان التعامل مع حماس يجب ان يكون على اساس ارادة الشعب الفلسطيني وليس من خلال فرض الشروط كشروط الرباعية .
سادسا : نتانياهو واركان حكومته قلبوا الطاولة في وجوه الجميع، فلماذا تبقى خيارتنا مكشوفه؟ ذلك ان الاعتدال الفلسطيني لم يقابل باعتدال اسرائيلي، وانما هو الذي اوصل اركان حكومة متطرفة الى الحكم كما اوصل عرفات الى الحصار. داعيا زعماء العرب الى اعتماد استراييجية جديدة، ونحن في حماس مستعدون للتعاون مع الدول العربية للعمل معا من اجل تنفيذها، وبهذا نفرض احترامنا على الآخرين.
سابعا: ونحن نتحدث عن المواجهة للحكومة "الإسرائيلية" تأتي ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية، وإنجاز الاتفاق، وأن أهمية المصالحة ليس لكونها ضرورية لإطلاق التشوية من جديد كما يريدها البعض، وإنما هي أقدس وأغلى لكونها ضرورة وطنية لإنهاء الانقسام ومعالجة آثاره وتوحيد الصف الوطني، وتصليب الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال، مؤكدا على أن قرار الحركة لليوم الأول على الانقسام "الذي فرض علينا" هو العمل على سرعة إنهاء الانقسام الفلسطيني وإنجاز المصالحة من خلال الحوار الذي ترعاه الشقيقه مصر والتعاون مع جهودها.
ثامنا: قال مشعل إن العقبة الأساسية للحوار هي ما يجري في الضفة الغربية منذ عامين، فالمقاومة ووحدة الصف تدفع ثمنا في الضفة، فما يجري في الضفة خطة عمل ممنهجة تستهدف المقاومة وكل أجنحتها، وتنسق مع الاحتلال لقتلهم، وقد شملت الحملة اعتقال المئات من كوادر حماس الذين وصل عددهم إلى 880 من القيادت والرموز والطلبة والنساء.
ودعا مشعل الرئيس أوباما إلى سحب الجنزال دايتون من الضفة وإعادته إلى بلاده تناغما مع التغيير الذي وعد به. وقال: "أبلغنا المصريين بضرورة وقف الاعتقالات في الضفة، لإنجاح الحوار"، وأكد أنه رغم جهود مصر وسوريا لا يوجد على الأرض سوى تصريحات تتحدث عن إفراجات، يوجد إعداد مفرج عنها لكن معدودة جدا.
ودعا مشعل الفعاليات الفلسطينية والدولية إلى استئناف مبادراتها لكسر الحصار، وتفعليها لصالح القدس ومواجهة الاستيطان والتحرك لصالح ملف الأسرى.