
اختتمت الأحد بالدار البيضاء أعمال مؤتمر: "الإسلام في أوروبا، أي نموذج؟" الذي نظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج، لمناقشة التحديات التي فرضت نفسها على السلطات الدينية التقليدية والسياسية في أوروبا. وسعى المؤتمر إلى بلورة استراتيجية مشتركة تضمن العيش الكريم لجميع مكونات المجتمع الواحد.
وقد اختار المجلس عقد فعاليات هذا المؤتمر في الفندق الذي شهد انفجارات مايو 2004 بالدار البيضاء، في خطوة تهدف إلى توجيه نداء معنوي إلى جميع الفاعلين للتأكيد -كما قال أمينه العام عبد الله بوسوف- على أن "هذا المكان يمكن أن يكون أيضا أرضية انطلاقة للتعايش واحترام الآخرين وبناء مجتمع إنساني خال من التطرف ومن الخوف من الآخر".
وشارك في المؤتمر على مدار يومين أخصائيين أوروبيين وأمريكيين ومغاربة.
ونبعت فكرة عقد هذا الملتقى من حقيقة الاهتمام الدولي المتزايد بواقع الجالية المسلمة في أوروبا التي تحولت في العقود الأخيرة إلى جزء من النسيج الثقافي والاجتماعي وحتى الاقتصادي الأوروبي.
وسعى المؤتمر إلى إيجاد حلول سليمة للإشكاليات التي تواجه الأقليات المسلمة بالخارج من أجل تحسين ظروف عيشها وإنجاح اندماجها داخل المجتمعات الأوروبية.
وقال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج عبد الله بوسوف إنه "بحكم أن الإسلام أصبح إحدى مكونات الفضاء الديني الأوروبي، وهو لم يكن موجودا في الفترة التي اعتمدت فيها الدول الأوروبية نصوصها التشريعية، فإنه أصبح من الضروري البحث عن النموذج القادر على خلق نوع من الملائمة مع المجتمعات الأوروبية، خاصة وأننا نعلم أن الدين الإسلامي دين واحد ولكن هناك عدة مفاهيم ثقافية واجتماعية مرتبطة به، نريد لها أن تندرج ضمن الصيرورة التاريخية الغربية حتى لا تعيش على هامشه أو تشكل هاجسا للمجتمعات الأوروبية".
ورصد المؤتمر خريطة الإسلام في أوروبا، حيث قدمت جوسلين سيزاري مديرة برنامج الإسلام بالغرب بجامعة هارفارد الأمريكية وصفا عاما عن وجود المسلمين في أوروبا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ونظرة المجتمع لهم باعتبارهم أشخاص منحدرين من الهجرة، في حين أن النظرة إزاء المسلمين في الولايات المتحدة مختلفة بحكم أنهم يعتبرون عنصرا لا يتجزء من المجتمع المتعدد الثقافات.
وشددت جوسلين سيزاري على أن النظرة للمسلين في أوروبا لا تميز بين الإسلام والسمات الثقافية والجغرافية لأفراد هذه الأقلية المنحدرة من فضاءات ثقافية واجتماعية متنوعة، مؤكدة على أن عدة صور نمطية تجاه المسلمين يتم ربطها تلقائيا بالإسلام.