
قالت صحيفة بريطانية الأحد إن رئيس الوزراء السابق توني بلير ضغط على رئيس الوزراء الحالي جوردن براون من أجل جعل التحقيق سريا في قرار شن الحرب على العراق. كما نشرت مذكرة تشير إلى اعتزام الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وبلير توجيه ضربة للعراق دون انتظار قرار أممي ومع علمهم بعدم عثور المفتشين الدوليين على أسلحة نووية.
ونشرت صحيفة "ذي أوبزرفر" البريطانية تقريرا قالت فيه إن بلير انزعج بشدة من احتمال أن يُطلب منه أن يقسم ويدلي بشهادته في تحقيق علني حول استخدامه لمعلومات الاستخبارات ولقاءاته الخاصة مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لتدبير خطط لشن الحرب.
وتوقعت الصحيفة أن يؤدي الكشف عن تدخل بلير الذي رفض بشدة إجراء تحقيق في شرعية الحرب خلال وجوده في السلطة إلى مزيد من غضب النواب وأعضاء مجلس اللوردات والقادة العسكريين وكبار موظفي الحكومة السابقين.
ومن ناحيتها، نفت الحكومة البريطانية تدخل بلير وطلبه أن تجرى التحقيقات سرا. وقال الناطق باسم بلير قد نفى ما قالته الصحيفة قائلا إن "كل ما ورد في هذه الصحيفة خطأ".
ومن المتوقع أن يبدأ التحقيق السري في شهر يوليو المقبل ويهدف إلى "استخلاص الدروس اللازمة" من الحرب على العراق، وليس محاسبة المسؤولين؛ على حد قول براون.
وأوضحت "ذي أوبزرفر" أن بوش وبلير درسا قبل الحرب بستة أسابيع سبل إجبار الأمم المتحدة على اتخاذ قرار أممي ثان لشن الحرب على العراق.
وتؤكد المذكرة المؤرخة في 31 يناير 2003 -أي قبل شهرين من الغزو على العراق- أن الرجلين كانا على علم بأن المفتشين الأمميين سيخفقون في العثور على أسلحة دمار شامل، فكان عليهما أن يفكرا في سيناريوهات بديلة تفجر الحرب دون قرار أممي ثان يشرع العمل العسكري.
وكان بوش قال لبلير بأن الولايات المتحدة سترسم خطة استفزازية عبر إطلاق طائرات استطلاع أميركية مطلية بأعلام الأمم المتحدة فوق الأجواء العراقية ترافقها طائرات حربية، وبعد أن يطلق عليها صدام النار يكون قد اخترق القوانين الأممية.
وأكدت الوثيقة أن بوش كان مصمما على شن الحرب حتى دون قرارات أممية، مشيرة إلى أن بلير أعرب لبوش عن "دعمه الثابت". وتوضح الوثيقة المؤلفة من خمس صفحات وكتبها مستشار بلير للسياسة الخارجية السير ديفد ماننغ، تفاصيل حديث بوش مع بلير حول اتخاذ قراره بموعد الحرب.
ومما قاله بوش "تاريخ بداية العمل العسكري سيكون مبدئيا في العاشر من مارس، هذا هو الوقت الذي سيبدأ فيه القصف".
ودعا الخبير في القانون الدولي فيليب ساندس إلى تقديم المذكرة للجنة التحقيق المزمع تشكيلها بشأن حرب العراق في بريطانيا كدليل حيوي على توجهات الرجلين نحو الغزو ونتائجها. وقال إن هذه الوثيقة تنطوي على أهمية قومية لأنها تلعب دورا حيويا في إجراء التحقيق بشكل علني.
ولفتت الصحيفة إلى أن أغلبية نواب البرلمان من المعارضة وحتى من حزب العمال الحاكم تستعد للضغط على براون ليجعل التحقيق علنيا.