
استقبل الرئيس المصري محمد حسني مبارك وزير الدفاع "الإسرائيلي" إيهود باراك في القاهرة، لبحث جهود إحياء عملية السلام والأوضاع في إيران ومبادلة الجندي "الإسرائيلي" الأسير جلعاد شاليط بمعتقلين فلسطينيين.
وقال باراك للصحفيين عقب اللقاء إن "المباحثات تناولت مجموعة واسعة من القضايا والتطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط"، التي قال إنها "تواجه في هذه المرحلة بمجموعة من التحديات (يمثلها) حزب الله وحماس والإرهاب المتطرف و(الملف النووي في) إيران"، على حد قوله.
وأعرب باراك عن اعتقاده بأن المنطقة "أمامها في الوقت ذاته فرصة مهمة للغاية وهي مبادرات السلام الإقليمية التي طرحها (الرئيس الأميركي باراك) أوباما".
وأضاف أنه تم تخصيص "بعض الوقت من أجل مناقشة التطورات الجارية على الساحة الإيرانية بعد إجراء الانتخابات الرئاسية". وأسفرت الانتخابات عن ولاية ثانية للرئيس محمود أحمدي نجاد الذي طالما تحدث عن نمحو "إسرائيل" من الخارطة. واحتج آلاف الإيرانيون على نتائج الانتخابات قائلين إن الحكومة قامت بتزويرها.
وأشار باراك إلى أنه انه تم الطرق كذلك إلى "الاحتمالات الناجمة عن مواصلة إيران جهودها من أجل البزوغ كقوة نووية في المنطقة والظهور كقوة إقليمية مهيمنة"، معتبرا أن هذه المساعي "تمثل تحديا لدول المنطقة والعالم".
وتناولت المباحثات أيضا "الأوضاع في لبنان بعد الانتخابات الأخيرة والأوضاع في غزة"، إضافة إلى قضية الجندي "جلعاد شاليط وجهود الإفراج عنه"، بحسب باراك. غير أن الوزير الصهيوني رفض الافصاح عن أي تفاصيل بشأن المحادثات المتعلقة بشاليط، وقال إن هذه القضايا يجب أن تناقش "في سرية بعيدا عن الإعلام".
ويقوم رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان منذ عدة أشهر بوساطة للإفراج عن شاليط، المحتجز لدى عدة منظمات فلسطينية مسلحة من بينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ ثلاث سنوات، مقابل إطلاق سراح عدة مئات من المعتقلين الفلسطينيين في الكيان الصهيوني، والذين يعيشون أسوأ ظروف احتجاز.
وشارك اللواء سليمان في جلسة المباحثات بين مبارك وباراك كما حضرها من الجانب المصري وزيرا الخارجية أحمد أبو الغيط والدفاع محمد حسين طنطاوي.
وحضر الاجتماع من الجانب الاسرائيلي ايثان دانجوت سكرتير وزيرالدفاع والمستشار السياسي لوزارة الدفاع المسؤول عن المفاوضات مع الوسيط المصري بشان تبادل الأسرى عاموس جلعاد.
يذكر أن الرئيس المصري كان قد اعتبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو "يجهض فرص السلام" بعد الخطاب الذي أعلن خلاله الأحد الماضي موافقته على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح دون القدس أو حق العودة.
إلا أن مبارك عاد وأكد في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية الجمعة أن "السلام في متناول اليد" بسبب الجهود التي تقوم بها إدارة باراك أوباما على حد وصفه.