
انتقد محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، النظام الدولي الراهن المقيّد لانتشار الأسلحة النووية، واعتبره غير منصف ويفتقد إلى النزاهة والعدالة. واعتبر في تصريحات له الأربعاء أن إيران تريد امتلاك سلاح نووي حتى تصبح قوة كبرى في الشرق الأوسط.
وقال محمد البرادعي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية إن الدول التي تمتلك أسلحة نووية تحظى بمعاملة مختلفة عن غيرها من الدول. وأشار إلى أن إيران تعتبر الأسلحة النووية "سياسة تأمين" لمواجهة تهديدات مُحتملة من دول مجاورة أو الولايات المتحدة، على حد قوله.
وأشار إلى أن إيران تطور أسلحة نووية "لأن كوريا الشمالية دُعيت لطاولة التفاوض لأنها تمتلك سلاحا نوويا، في حين سُحق العراق في عهد صدام حسين لأنه لم يكن يمتلك هذا السلاح".
ودعا البرادعي -الذي سيتقاعد في نوفمبر المقبل بعد أن عمل مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية لولايتين- المجتمع الدولي إلى "الانخراط مع إيران لإزالة الدافع وراء توجهها لتطوير أسلحة نووية"، معتبرا أن إيران "تريد امتلاك التقنية المطلوبة لتمكينها من تطوير أسلحة نووية".
وأضاف أن الإيرانيين يريدون من وراء ذلك توجيه رسالة إلى الدول المجاورة وبقية دول العالم تحذرها من التلاعب معها، "لكن الهدف المطلق في اعتقادي هو أن الإيرانيين يريدون الاعتراف بهم كقوة كبرى في منطقة الشرق الأوسط وأن الخيار النووي هو الطريق الذي سيضمن لهم الحصول على هذا الاعتراف ويحبط أي محاولة لتغيير النظام في طهران".
وحذر البرادعي من أن الخطر الأكبر الذي يواجهه العالم هو وقوع السلاح النووي في أيدي "جماعة متطرفة".
وفي فيينا، قالت الولايات المتحدة في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تبدو في موقف من يستغل التخصيب في التسليح.
وأضاف جيفري بيات سفير الولايات المتحدة لدى الوكالة "إيران الآن إما قريبة جدا أو تمتلك يورانيوم منخفض التخصيب يكفي لسلاح نووي واحد.. إذا صدر قرار بمزيد من التخصيب للدرجة المناسبة لصنع السلاح النووي".
ويقول محللون في المجال النووي إنه لكي يتسنى لها ذلك سيتعين على إيران إعادة تعديل محطة التخصيب من أجل التعامل مع الوقود النووي الصالح للاستخدام في القنابل وتقليل حجمه بحيث يمكن وضعه في رأس حربية. وهي خطوات فنية تستغرق ما بين ستة شهور وعام.