
أعلنت الحكومة السودانية اليوم الثلاثاء أنها مستعدة للدعوة إلى وقف جديد لإطلاق النار في إقليم دارفور الذي تخوض فيه جماعات مسلحة تمردا منذ 2003. وأضافت أنها تستطلع سبلا جديدة لإنهاء "حرب الاستنزاف" مع تشاد، المرتبطة بالصراع في دارفور.
وقال غازي صلاح الدين الذي أصبح في الشهر الماضي كبير مفاوضي حكومة الخرطوم الجديد في دارفور إنه متفائل بدرجة متزايدة من أنه يمكن التوصل إلى نهاية للصراع المستمر منذ ست سنوات.
وقال صلاح الدين الذي ينظر إليه على أنه شخصية تصالحية أكثر من سابقيه في المنصب إنه قام بجولة في دارفور في الآونة الأخيرة ووجد أن التأييد للتمرد وعدد الاشتباكات في تراجع.
وأضاف خلال مقابلة مع وكالة رويترز أن الرجل العادي سأم من الحرب وأن الناس يتوقون إلى السلام وأن كل ما يمكنهم تقديمه هو التفاوض بدون شروط مسبقة. ودعا إلى التفاوض قائلا إن كل شيء على المائدة فيما يتعلق بهم.
وعندما سئل إن كانت الحكومة السودانية مستعدة للدعوة إلى وقف جديد لإطلاق النار رد بقوله إنها "توافق على ذلك تماما بل في واقع الأمر هي تطالب بوقف لإطلاق النار وتدعو إلى اتفاقية لوقف إطلاق النار واتفاقية إطار والمضي قدما في هذا الطريق".
واندلع صراع دارفور في عام 2003 عندما حمل المتمردون ومعظمهم من حركة العدل والمساواة السلاح ضد الحكومة السودانية متهمين الحكومة بإهمال تنمية الإقليم.
وواجهت الخرطوم التمرد بشكل واسع وهو ما أدى إلى اتهامها بارتكاب جرائم حرب، حيث أسفرت المواجهات عن مقتل 10 آلاف وفقا للحكومة، لكن الأمم المتحدة ترفع العدد إلى 300 آلف.
ويجري السودان الآن محادثات في قطر مع حركة العدل والمساواة يفترض أنها ستمهد الطريق إلى محادثات سلام شاملة.
لكن الاجتماعات تعثرت بشأن ما تقول حركة العدل والمساواة إنه تقاعس الخرطوم عن الالتزام باتفاقية سابقة للإفراج عن سجناء ضمن إجراءات بناء الثقة الأخرى.
وتشن الحركة هجمات على قواعدة عسكرية تابعة للحكومة بين آن وآخر، لكن الحكومة تستعيد السيطرة عليها مجددا.
وأصبح صراع دارفور معقدا نتيجة للعلاقات المضطربة بين السودان وتشاد التي تتهمها الخرطوم بدعم حركة العدل والمساواة. وأرسلت تشاد طائرات حربية إلى السودان في الشهر الماضي لقصف مواقع قالت إنها لمتمردين مناهضين لتشاد تدعمهم الخرطوم.
وقال صلاح الدين إن أي حل لدارفور يتوقف علي رأب الصدع بين السودان وتشاد التي تقع على الحدود مع دارفور. وقال إنه عند مشاهدة المساحة الشاسعة للأراضي هناك وطول الحدود يدرك المرء أنه من المستحيل تماما حراسة الحدود ما لم يتم التوصل إلى تسوية حقيقية وتسوية سياسية ويتعين إيجاد وسيلة لوقف حرب الاستنزاف بين تشاد والسودان.