
تزامنا مع تأكيد الرئيس الشيعي الباكستاني آصف علي زرداري أنه مصمم على قتال "طالبان" حتى النهاية، قصفت طائرات حربية باكستانية، اليوم السبت، معقلا لزعيم حركة "طالبان" الباكستانية بيت الله محسود في منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية الحازية لأفغانستان.
وجاءت الغارة الجوية وسط تنامي توقعات بأن يشن الجيش الباكستاني هجوما بريا في منطقة "وزيرستان" التي ينظر إليها على أنها مركز لنشاط حركة "طالبان"، وذلك بعد أن دخل الهجوم الذي يشنه الجيش الباكستاني في وادي سوات مراحله الأخيرة.
ونسبت وكالة "رويترز" للأنباء إلى محمد خان، وهو صاحب محل في قرية تقع في قلب منطقة وزيرستان: "قصفت أربع طائرات مقاتلة مناطق من مكين في وقت مبكر اليوم لكننا لا نعرف حجم الدمار أو الضحايا".
من جهته، زعم الرئيس الباكستاني (الشيعي) آصف علي زرداري، في كلمة متلفزة، اليوم السبت أن حركة "طالبان" تريد الاستيلاء على البلاد، وتعهد بالقتال ضدها "حتى النهاية". وادعى أن "هذه الحرب تتمتع بتأييد البرلمان وتأييد الأحزاب السياسية وتأييد شعب باكستان".
وكانت حكومة زرداري وقعت اتفاقا في منتصف فبراير الماضي مع حركة تطبيق الشريعة المحمدية التابعة لحركة "طالبان"، وافقت خلاله على مطالب الحركة بتطبيق الشريعة الإسلامية في المنطقة والتي كانت دفعتها لحمل السلاح في 2007 ، مقابل تعهد الحركة بوقف هجماتها ضد القوات الحكومية، لكن الحكومة الباكستانية لم تلتزم بالاتفاق وشنت حملة دموية على مناطق القبائل الباكستانية. وحمل الناطق باسم حركة تطبيق الشريعة المحمدية في وادي سوات مسلم خان السلطات الباكستانية مسئولية تدهور الأوضاع، متهما إياها "بخيانة" الاتفاق الذي أبرم بين الطرفين.
وينظر مراقبون إلى التصعيد العسكري في وادي سوات كجزء من إستراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تعتبر باكستان وأفغانستان مركز الحرب العالمية على ما سماه "الإرهاب"، لكن أوباما قرر فيما يبدو إنجاز معركته عبر الحكومة الباكستانية الحالية التي يسيطر عليها الشيعة، بحيث تكتفي الولايات المتحدة بتقديم دعم مادي واستخباراتي والتدخل لقصف بعض الأهداف المنتقاة باستخدام طائرات من دون طيار، من دون التورط في أي اشتباكات برية تؤدي إلى خسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية.