
بيّن الشيخ عادل الكلباني إمام الحرم المكي موقفه من تكفير الرافضة الذين يسبون الصحابة ويدّعون تحريف القرآن، موضحا رأيه بعد الجدل الذي أثارته بعض الجهات بسبب تصريحاته لإحدى الفضائيات. ويواجه الكلباني بسبب آرائه حملة شرسة من جانب وسائل الإعلام الشيعية.
وقال الكلباني في حديث مع جريدة "سبق" الإلكترونية الأربعاء: "من الواجب علي أن أبين رأيي في كفر أئمة الضلال من الرافضة، والذي ذكرته في برنامج في الصميم في قناة بي بي سي العربية، لما شرق الناس وغربوا فيه، واتخذ هذا الرأي سبباً للنيل من شخصي، واتهامي بأمور (...) أنا منها بريء".
وأوضح رأيه قائلا: "إن التكفير للكافر غير المسلم أمر لا يجوز أن يختلف فيه، وإن كان من قومنا اليوم من يميع المسألة... فلا يشك مسلم أن كل من لم يؤمن بالله ولا برسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم فهو كافر مخلد في النار إن مات على ذلك، فلا بد من اليقين بكفر اليهود والنصارى والمجوس والبوذيين والهندوس وأمثالهم. وأما من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فهو المسلم، فلا يجوز إخراجه من دائرة الإسلام إلا بشروط وضوابط معلومة، وبهذا جاءت النصوص الشرعية".
وأضاف: ".. هذا بحث يطول، لكنه من الضرورة بمكان حتى لا يلتبس الأمر على من جهل، ولو كان عاقلاً فاهماً لعلم أني لم أكفر أحداً بعينه، وإنما ذكرت صفة من تلبس بها فهو كافر لا ريب، ومثلت لذلك بسب الصديق (أبي بكر رضي الله عنه) ولعنه والتقرب إلى الله ببغضه، مع علم الشاتم له بمكانته وصديقيته".
وأردف: "إن كان القوم يقولون بهذا فهم كفار ولا كرامة، وإن تبرؤوا منه وترضوا عن الصديق والفاروق -ولا يستطيعون- فإنهم بذلك قد خرجوا من دائرة الرفض، وينظر في حالهم بعدها".
ونوه فضيلته إلى أن الأفعال والأقوال التي يتلبس بها الشيعة أكثر من مجرد ذلك المثال، حيث أنهم "يشركون في دعائهم علياً وحُسَيناً وحَسَناً، ويشركون في الربوبية فيدعون للزهراء أنها تصرف الكون، ويتهمون الأمين جبريل بالخيانة، ويرمون الصديقة بالزنا، ويدعون تحريف القرآن، وغير ذلك مما يشيب له رأس المسلم وهو صبي".
وأضاف الشيخ الكلباني أن رأيه ليس بدعاً من أهل السنة والجماعة، فبدءا من أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم من أئمة أهل السنة قالوا بهذا. وأورد فضيلته عددا كبيرا من الآراء التي استدل بها في حكمه على الرافضة.
وتابع: "إذا علمت هذا تبين لك أني لم آت جديداً، بل ربما كان الجديد أني قلته، وقد مر بنا زمان كنا نفتخر أنا أعظم الأقوام حفاظاً على الحق والتوحيد ونصرة له".
لكن فضيلته شدد على أن "تكفير هؤلاء لا يوجب إلا عداوتهم وعدم موالاتهم، فليس معناه ظلمهم والاعتداء عليهم وهضم حقوقهم، بل هم كالنصارى في معاملتنا لهم، وإعطائهم حقهم". وأضاف: إن "تكفيرنا لعلماء الرافضة لا يعني عدم الحوار معهم ومحاولة ردهم إلى الحق وتبيين ضلالهم، فإنهم ممن يجب علينا أن ندعوهم ونهديهم إلى صراط الله، معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون".
ونفى الشيخ الكلباني مزاعم البعض بتعرضه للتضييق الأمني أو الاتهام أو الاستدعاء أو التحقيق.
وتشن وكالات الأنباء الشيعية حملة شرسة ضد الكلباني، معتبرة أن ما يقوله عن الشيعة مجرد "مزاعم"، وأن أفكاره هي أفرزت أفكار تنظيم القاعدة.
وكان نشطاء شيعة قد سعوا إلى رفع دعوات قضائية في دول أوروبية ضد 40 مفتيا سعوديا بينهم الكلباني بزعم التحريض على الإرهاب.