
بدأت في العاصمة تونس اليوم أعمال لجنة تابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بهدف بحث أسباب تدني مستوى تعليم اللغة العربية في الدول العربية.
ويأتي اجتماع لجنة الخبراء التي شكلتها المنظمة في إطار مشروع للنهوض باللغة العربية ويهدف إلى اقتراح خطة للتعاون بين الدول العربية في مجال تبادل الخبرات التدريسية في تخصصات اللغة العربية.
وسيناقش المجتمعون على مدى ثلاثة أيام سبل الإستفادة من تجارب بعض الدول العربية في تدريس اللغة العربية تمهيدا للخروج بوثيقة شاملة تضم التوجهات المستقبلية الرئيسية للنهوض باللغة العربية وتدريسها.
ويشارك في هذا الإجتماع خبراء من تسع دول عربية هي مصر، والسودان، وسوريا، والأردن، وتونس، والسعودية، والجزائر، وليبيا، والمغرب.
وفي كلمته التي ألقاها لدى افتتاح أعمال الاجتماع اليوم الأربعاء، اعتبر عبد العزيز إبن عاشور المدير العام للألكسو، أن الدفاع عن اللغة العربية والسعي إلى ضمان استمرار منزلتها هو صيانة للذات.
وقال إبن عاشور للخبراء العرب المجتمعين إن الدفاع عن اللغة العربية يعد أيضا مساهمة حضارية في جهود الإنسانية من أجل ضمان التنوع الثقافي والتصدي لخطر التنميط.
وحذر من أن الخطر الأكبر المتأتي من غزو اللغات الأجنبية "لا يكمن في ظاهرة إدراج كلمات دخيلة بل هو كامن في انتشار تراكيب وصيغ وإشارات وتعابير لا صلة لها لا بروح اللغة ولا بعبقرية الحضارة العربية ولا بالمرجعية الدينية التاريخية والأدبية".
ويندرج إجتماع الخبراء في سياق تنفيذ "مشروع النهوض باللغة العربية لدخول مجتمع المعرفة" الذي سبق أن أقرته القمة العربية بدمشق في مارس 2008، وصادقت عليه قمة الدوحة في إبريل الماضي.
ويهدف المشروع إلى توطين المعرفة بلغة المجتمع وإتاحتها للجميع، وحماية الهوية العربية والثقافة العربية، والحفاظ على مكانة اللغة العربية بين اللغات العالمية الحية وربط مخرجات التعليم العالي والبحث العلمي العربي بالقوى العاملة العربية، وتداول اللغة العربية في الأنشطة الإعلامية والإعلانية والوسائط المتعددة، والمساهمة في التنمية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية.
وينتظر أن يسفر إجتماع تونس عن وثيقة شاملة تضم التوجهات المستقبلية الرئيسية للنهوض باللغة العربية، وتدريسها، إلى جانب خطة للتعاون بين الدول العربية في مجال تبادل الخبرات التدريسية في تخصصات اللغة العربية.