
وصل الزعيم الليبي معمر القذافي الأربعاء إلى روما في زيارة وصفت بأنها تاريخية وهي الأولى له إلى البلد التي استعمرت ليبيا في السابق.
ووصل القذافي مرتديا زيا عسكريا زين يساره النياشين العسكرية بينما وضع على جانبه الأيمن صورة "عمر المختار" المجاهد الإسلامي الليبي الشهير الذي تصدى للاحتلال الإيطالي وكوّن ميليشيات لمواجهته والحفاظ على المدارس الإسلامية بالبلاد. وبعد كفاح طويل وقع المختار في الأسر ثم أعدمته سلطات الاحتلال في عام 1931، ومذ ذاك وهو يعتبر رمزا للنضال الوطني عند الليبيين.
واستقبل رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني الزعيم الليبي في مطار تشامبينو في روما، حيث يأمل في تحويل هذه الزيارة إلى نجاح دبلوماسي بعد هزيمته في الانتخابات الأوروبية إثر سلسلة من الفضائح التي طالته.
كما التقى القذافي فور وصوله إلى بالرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو وتتضمن زيارته أيضا مجلسي النواب والشيوخ الإيطالييين وحضور نقاش في إحدى الجامعات.
ونصب القذافي خيمته في أضخم الحدائق العامة في روما، وهي حديقة فيلا دوريا بامفيلي.
وتأتي هذه الزيارة بعد توقيع اتفاق بين البلدين في أغسطس 2008 لتصفية حسابات ثلاثين عاما من الاستعمار الإيطالي لليبيا (1911-1942).
وتعد هذه الزيارة الأولى للقذافي إلى إيطاليا منذ توليه الحكم عام 1969. واحتلت إيطاليا ليبيا لنحو ثلاثين عاما، لكنها الآن أصبحت أكبر شريك تجاري لها.
وتتضمن الزيارة ملفات ساخنة من بينها الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا عبر السواحل الليبية وتوسيع العلاقات التجارية بين البلدين.
وتأتي الزيارة في سياق تحسن ملحوظ في علاقات البلدين خاصة بعد موافقة روما العام الماضي على دفع تعويضات بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي إلى ليبيا تعويضا على الانتهاكات التي ارتكبت خلال حقبة الاحتلال الإيطالي للبلاد.
ويرافق الزعيم الليبي وفد من رجال الأعمال يتطلعون إلى تعزيز استثماراتهم في قطاع الصناعة الإيطالي.
وإلى جانب توسيع العلاقات التجارية، من المتوقع أن تركز المباحثات أيضا على قضية الهجرة غير الشرعية حيث تعد السواحل الإيطالية الوجهة الأولى لقوارب تنطلق من السواحل الليبية حاملة على متنها آلاف الأفارقة الساعيين إلى اللجوء إلى دول أوروبية لتحسين أوضاعهم المعيشية.
وتفرض السلطات الإيطالية إجراءات أمنية مشددة خلال زيارة القذافي، حيث ينوي الطلبة الجامعيون ذوو التوجهات اليسارية والمناهضون لسياسة برلسكوني فيما يخص المهاجرين تنظيم مظاهرات احتجاجا على استخدام الحكومة الإيطالية القوة واعتراض قوارب المهاجرين وإعادتهم إلى بلدانهم بالقوة.