
أطلق مسلحون مجهولون النار على رواد مسجد في أحد أقاليم سلطنة "فطاني" التي تحتلها تايلاند منذ أكثر من قرن، أثناء أدائهم صلاة العشاء، مساء أمس الاثنين، وقتلوا عشرة أشخاص على الأقل وجرحوا 12 آخرين.
وقال بيرابول ناباتالونج، رئيس شرطة منطقة جوآير ونج في مقاطعة "ناراثيوات" ذات الغالبية المسلمة جنوبي تايلاند إن إطلاق النار حدث أثناء تأدية المصلين لصلاة العشاء في مسجد "أنبوراكوم".
وذكرت الشرطة التايلاندية أن خمسة مسلحين على الأقل أمطروا المسجد بوابل من النار. وقال المتحدث الإقليمي باسم الجيش التايلاندي الكولونيل برينا تشايديلوك للقناة التلفزيونية الحادية عشرة: "تسلل المسلحون إلى المسجد وفتحوا النار أثناء سجود المصلين".
ولم تعلن أية جماعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع بمنطقة كانت "سلطنة إسلامية" واحتلته تايلاند البوذية منذ نحو قرن من الزمن.
و"فطاني" هي المنطقة الواقعة بين ماليزيا وتايلاند، ويرجع أصل سكانها للمجموعة الملايوية، ويتكلمون اللغة الملايوية، ويكتبونها حتى الآن بأحرف عربية. فالفطانيون أقرب إلى مسلمي ماليزيا منهم إلى سكان تايلاند. وقد صل الإسلام إلى فطاني عن طريق التجارة في القرن الخامس الهجري وأخذ في التنامي حتى صارت المنطقة كلها إسلامية وتحت حكم المسلمين في القرن الثامن الهجري وصارت فطاني مملكة إسلامية خالصة ومستقلة.
قام التايلاندون البوذيون باحتلال فطاني سنة 917هـ، ولكنهم ما لبثوا أن خرجوا منها بعد قليل تحت ضغط المقاومة الإسلامية. تتالت الغزوات التايلاندية حتى أعلنت تايلاند رسميا ضم فطاني لها، واعتبرتها مديرية تايلاندية في سنة 1320هـ، ولكن بعد سلسلة من المحاولات البطولية قام بها مسلمو البلاد دفاعا عن عقيدتهم وأرضهم.
وتقع فطاني في الطرف الجنوبي الأقصى من تايلند، وتتكون من المديريات الأربع (فطاني، جالا، ساتول وبنغارا)، ويبلغ عدد السكان حوالي ثلاثة ملايين ونصف، أكثر من 80% منهم من المسلمين.
ومن الجدير بالذكر أنه ورغم مرور أكثر من مائتي سنة على احتلال مملكة فطاني الإسلامية من قبل السياميين أو التايلانديين البوذيين، إلا أن شعب فطاني المسلم لا يزال مصرا على التمسك بعقيدته وأرضه.