أنت هنا

14 جمادى الثانية 1430
المسلم-المركز الفلسطيني للإعلام:

انطلقت في القدس "الهيئة المقدسية لمناهضة الهدم والتهجير (همة)"؛ لمواجهة المخططات الصهيونية الرامية إلى تهويد القدس والمسجد الأقصى، وتهجير الفلسطينيين من المدينة، عبر سياسة هدم المنازل التي تزايدت وتيرتها خلال الفترة الماضية.

وأعلنت الهيئة عن انطلاقها خلال مؤتمر صحفي أمس في فندق "الإمبسادور" بالقدس المحتلة، مشيرةً إلى أن فكرة تأسيس هيئة (همة) تأتي للحفاظ على مدينة القدس في ظل تزايد الخيام وحالات الهدم والإخلاء القسري في المدينة.

وقام سكرتير الهيئة المقدسية الجديدة (همة) ناصر الهدمي بقراءة بيان انطلاقتها، والذي تحدث عن مسوَّغات تأسيس الهيئة في ظل تزايد الهجمة الاحتلالية نحو القدس وأهلها. كما أشار البيان إلى كون الهيئة أساسًا لمنطلق جديد لمصلحة القدس وأهلها، ورديفًا لكل المخلصين الذين يبذلون للقدس، وبديلاً عن كل أولئك المتآمرين والمتاجرين والمساومين على القدس وندًّا غاضبًا في وجه الاحتلال وسياساته التعسفية تجاه مدينة القدس.

من ناحيته أكد الشيخ عكرمة صبري، رئيس "الهيئة الإسلامية العليا" في القدس، وخطيب المسجد الأقصى المبارك، خلال كلمته أمام المؤتمر الفتوى القاضية بحرمة تدويل القدس قائلاً: "إن الذين ينادون بالتدويل لا يدركون خطورة هذا المشروع العدواني الغاشم على القدس؛ حيث إنهم يسلبون بذلك سيادة العرب والمسلمين على هذه المدينة، وهو استعمار جماعي وجديد ودولي للمدينة"، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطيني رفض التدويل منذ العام 1947م.

وأوضح أن التدويل أخطر من التهويد، وكلاهما مرفوض شرعًا، مشددًا على أن الحلول الممسوخة لا تأتي بخير، خاصةً أن الوضع العام للأنظمة العربية لا يساعد أيَّ حلٍّ سياسيٍّ أصلاً.

ومن الجدير بالذكر أن "الهيئة الإسلامية العليا" في القدس، كانت قد أصدرت بيانا أمس طالبت فيه العرب والمسلمين حكامًا وشعوبًا بتحمُّل مسؤولياتهم عن حماية القدس من التهويد والتهجير.

وقالت الهيئة في بيانٍ تحت عنوان "التدويل والتهويد مرفوضان شرعًا": "لقد سبق لأهل فلسطين بخاصة، وللمسلمين بعامة، أن رفضوا فكرة تدويل مدينة القدس منذ أن طرحت لأول مرة في عام 1947م ضمن مشروع قرار تقسيم فلسطين، والسبب الرئيس لرفض مشروع التقسيم هو البند المتعلق بمدينة القدس".

وأضاف البيان: "ثم طرح مشروع تدويل القدس عدة مرات منذ ذلك التاريخ، وقد باءت جميع الأطروحات بالفشل الذريع، وأحبطت جميع المؤامرات، والآن يطرح الرئيس الأمريكي الجديد باراك حسين أوباما موضوع تدويل القدس كحلٍّ للأزمة بحجة أن هذه المدينة تضم الديانات الثلاث".

وأشارت "الهيئة الإسلامية العليا" إلى أن "مدينة القدس فتحها الخليفة العادل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سلمًا برضا أهلها وبطلبٍ منهم، وتسلم مفاتيح المدينة من البطرك صفرونيوس بطريرك الروم الأرثوذكس سنة 15هـ / 636م، ومنح أهلها الأمان من خلال العهدة العمرية المشهورة، ومنذ ذلك التاريخ والمسلمون يحكمون مدينة القدس.

وأكدت الهيئة أن "كل المسلمين في العالم يرفضون تدويل مدينة القدس كما يرفضون تهويدها؛ فهي أمانة الأجيال تلو الأجيال، ولا يملك أحد أن يتنازل عن أي شبر منها، وقد أجمع علماء الأمة الإسلامية على ذلك سابقًا ولاحقًا".

وأيَّدت الهيئة الفتوى الصادرة مؤخرًا عن علماء الأمة الإسلامية التي تحرِّم تدويل مدينة القدس والتنازل عن أي شبر منها، كما تحرِّم شرعًا بيع الأراضي أو مبادلتها بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ.