
عقّب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق على الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في القاهرة قائلا: إن موقف الإدارة الأمريكية من حماس لم يتغير.
وقال: إن أوباما "استعرض ما يتعرض له الشعب الفلسطينية مقارنة بالظلم الذي وقع على اليهود في أوروبا، وساوى بين ظلم الشعب الفلسطيني الحاصل في الوقت الحاضر وظلم وقع في الماضي على اليهود في أوروبا".
وأضاف: إن "لغة الخطاب تصالحية ومختلفة عن خطاب الإدارة السابقة خاصة من جهة السعي لتحسين خطاب العلاقات مع العالم الاسلامي، ولكنه أيضا يصب في مصلحة أمريكا وموقعها في العالم خاصة الإسلامي".
من جهته قال الأستاذ فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان صحفي وصل المسلم نسخة منه: ترحب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" باللهجة الهادئة التي استخدمها الرئيس الأمريكي أوباما في خطابه والخالية من التهديد والوعيد الذي دأبت عليه الإدارة الأمريكية السابقة، وفيه اختلافاً واضحاً عن أي حديث أو تصريحات للرئيس الأمريكي السابق بوش في الحديث وطريقة التفكير، ولكن هذا الخطاب جاء مليئاً بالمجاملات ودغدغة العواطف والتركيز على الدبلوماسية الناعمة من أجل تجميل وجه أمريكا أمام العالم، ولكنه مليء بالمتناقضات ويفتقر إلى السياسات والخطوات العملية والفعلية على الأرض للجم العدوان ودعم حق الشعب الفلسطيني في سيادته على أرضه وإنهاء الاستيطان وإنهاء معاناته تحت الاحتلال الصهيوني.
وأشار برهوم إلى أن الخطاب يتكلّم عن الدعم الشعبي لحماس ولكنه لم يتكلّم عن فك عزلتها واحترام شرعيتها، كما أنه "في حديثه قلب الحقائق عندما وصف دفاع حماس عن الشعب بالعنف بينما لم يتطرق إلى محرقة حقيقية وجرائم حرب ارتكبها العدو الصهيوني في غزة أمام العالم أجمع، ومطالبته المتكررة لحركة حماس بالاعتراف "بإسرائيل" وبشروط الرباعية هو شرعنه حقيقية للاحتلال وإعطاءه غطاء لاستمرار سياساته الإجرامية بحق أبناء شعبنا، والاعتراف بشروط الرباعية يعني الإقرار بصوابية سياسة العقاب الجماعي التي فرضتها أمريكا على شعبنا عقاباً على خياره الديمقراطي، ومطالبته العرب بالتطبيع مع "إسرائيل" ومساعدتها هي دعوة صريحة لمكافئة العدو الصهيوني على جرائمه، وإن حديثه عن القدس وقدسيتها يحتاج إلى موقف أمريكي لوقف تدنيسها من قبل الصهاينة، والاعتراف بعدم شرعية الاستيطان أمر جيد ولكن يحتاج إلى إنهاء الاستيطان، ونرى أن أوباما في خطابه قد تجاهل حق عودة اللاجئين إلى أهلهم وديارهم رغم أن هذا حقٌ مشروع ومقر في القوانين والشرائع الدولية".
وتابع: لم نرى اعتذاراً من قبل أوباما للعالم الإسلامي الذي دمرته السياسات الأمريكية الخاطئة، وسلب مقدراته وإسقاط كياناته، بل استخدم أسلوباً تضليلياً وتبريراً عندما برر للعدوان الأمريكي على أفغانستان والعراق، وبالتالي الحكم على هذا الخطاب ليس بالشكل إنما بالمضامين والسياسات التي سيتبعها أوباما على الأرض من أجل احترام حرية الشعوب وخيارها الديمقراطي وحرية الشعب الفلسطيني في سيادته على أرضه.
وزاد برهوم: خطاب أوباما سيحكم على مدى جديته في الوقوف إلى جانب عدالة القضية الفلسطينية واحترام إرادة وخيار الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن تمنيات أوباما بإقامة دولة فلسطينية ووقف "الاستيطان" غير كافية ولم تعد مجدية في ظل تصاعد الهجمة الصهيونية على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وفي ظل الحصار المفروض على أهلنا في غزة وضرب المحتل الصهيوني وحكومته العنصرية المتطرفة بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية.
وأكد برهوم أن المطلوب من الرئيس الأمريكي أوباما أن يتبنى سياسات جديدة بخطوات عملية على الأرض في مواجهة العربدة الصهيونية وسياساتها العنصرية المتطرفة الخطيرة, وأن يكون له مواقف تتوازى مع معاناة شعبنا وتنسجم مع طموحاته وتطلعاته في العيش بحرية وأمن كباقي شعوب المنطقة.
أما النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد حبيب فأعرب عن استغرابه من بعض ما جاء في الخطاب مثل كلامه عن إرسال جنود أمريكيين إلى أفغانستان "بدعوى محاربة الإرهاب والإرهابيين والمتطرفين لكنه في المقابل لم يذكر تعريفا محددا للإرهاب ألا يمثل ذلك اعتداء علي الشعب الأفغاني وعلي أرضه وسيادته وإرهاب في حقه".
ووصف رئيس المكتب السياسي لجماعة الاخوان المسلمين عصام العريان خطاب باراك أوباما في جامعة القاهرة بأنه "إيجابي في مجملة وهو يتسق مع شخصية الرئيس حيث لم يغير أفكاره التي طرحها منذ أن كان مرشحا للرئاسة ويبقي أن تنفذ هذه الأفكار وتصبح حقيقة علي أرض الواقع .. هو حاول إرضاء الجميع وردد أيات من القران الكريم والإنجيل والتوراة ليؤكد علي السلام وضروره الحوار".
ومن جهته، قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد المهدي عاكف: إن خطاب أوباما كان جيدا من الناحية النظرية لكن ننتظر ما سيحدث من الناحية العملية.
وتابع عاكف: "أسأل الله أن تكون هذه المبادئ التي طرحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما هي أساس التعامل مع الشعوب الاسلامية على مستوي العالم كله".
وحول حديثة عن القضية الفلسطينية قال عاكف: "هو تكلم عن فلسطين والفلسطينيين لكنه كان يحاول الهروب وهو لا يستطيع أن يقول أكثر من ذلك فهو يتطلع إلى فترة رئاسة ثانية واللوبي الصهيوني يسيطر بقوة ولا يمكن أن يتحدث في القضية الفلسطينية بأكثر مما قال".