
وصل المبعوث الأميركي الخاص ريتشارد هولبروك إلى باكستان الأربعاء للقاء الرئيس الباكستاني الذي شن جيشه حملات مكثفة على الولايات الشمالية الغربية خاصة إقليم سوات لقمع حركة طالبان، وأدت عمليات الجيش إلى مقتل العشرات ونزوح نحو 2,4 مليون شخص.
ويلتقي هولبروك الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني خلال زيارة تستمر يومين، حسبما صرح مسؤول في وزارة الخارجية، ثم يتوجه بعد ذلك الى الولاية الحدودية الشمالية الغربية للقاء النازحين. كما يلتقي بقائد الجيش ومسؤولين في عدة هيئات تتعامل مع النازحين.
وكانت الحكومات الغربية قد انتقدت اتفاقا بين الحكومة الباكستانية وحركة تطبيق الشريعة الإسلامية التابعة لطالبان، يقضي بالسماح بتطبيق الشريعة في عدو مناطق تسيطر عليها طالبان مقابل توقف الحركة عن تنفيذ هجمات ضد القوات الحكومية. وطالبت تلك الحكومات باكستان بمواجهة طالبان التي سيطرت قبل نحو 5 أسابيع على مناطق واسعة ووصلت إلى مسافة تبعد 100 كلم عن العاصمة إسلام أباد، حيث بدأت تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية.
واعتبرت واشنطن أن طالبان باكستان تمثل أكبر تهديد "إرهابي" على الغرب.
وأدت المعركة التي شنها الجيش الباكستاني على ولايات الشمالية الغربية ومن بينها سوات إلى مقتل عشرات المدنيين وتشريد الآلاف الذين فروا من منازلهم خوفا من الغارات.
ويرافق هولبروك في زيارته مسؤولون من وزارة الخارجية الأمريكية ومنظمة "يو إس آيد" الإغاثية والبنتاجون.
وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي تخصيص 110 ملايين دولار للمساعدات الطارئة للنازحين.
وفي سياق متصل، أفاد مسؤولون باكستانيون الأربعاء أن أكثر من أربعين طالبا بالكلية العسكرية الذين تم احتجازهم أمس الأول لدى حركة طالبان بمنطقة وزيرستان القبلية شمال غرب البلاد، لا يزالون في عداد المفقودين، وذلك بعد أن أكد الجيش تحريرهم جميعا.
وقال سردار عباس رئيس إدارة مدينة بانو التي حصلت عملية الخطف على مقربة منها، إن "أكثر من أربعين طالبا ومدرسين اثنين لا يزالون في عداد المفقودين". وأضاف أن زعماء قبائل لا يزالون يتفاوضون الأربعاء حول تحريرهم.
وأوضح جواد علم المتحدث باسم مدرسة رزماك التي ينتمي إليها الطلاب والأساتذة، إن "45 طالبا ومدرسين اثنين لا يزالون في عداد المفقودين بحسب معلوماتنا".
وكانت قافلة من نحو ثلاثين مركبة تقل الطلاب وأفرادا من عائلاتهم وإداريين بالمدرسة بعد حفل دراسي، حين علقوا في كمين وظلوا محتجزين لدى عناصر طالبان.
وتمكنت غالبية الحافلات بعد ذلك من متابعة سيرها، وانطلقت عندئذ الأرقام المتناقضة من مصادر أمنية وإدارية حول عدد الأشخاص المخطوفين، بدءا من عشرين إلى أكثر من 400.
وكان الجيش أكد مع ذلك الثلاثاء أنه حرر بالقوة نحو ثمانين طالبا ومدرسا، أي "كل المتبقين" من الرهائن على حد قوله