
أوصت ورشة عمل عقدها المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى، إدارات المراكز التجارية على تخصيص مكتب للهيئة داخلها لتسهيل مهام عناصرها، في مسعى لمحاربة ظاهرة الابتزاز المنتشرة في أوساط الشباب بالمملكة العربية السعودية.
وجاءت تلك التوصيات خلال ورشة عمل نقاشية ضمن مقرر "قضايا معاصرة في فقه الاحتساب" لمنسوبي قسم الحسبة بالمعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابع لجامعة أم القرى. وعقد الورشة بعنوان: "الابتزاز.. تعريفه وأنواعه وأسبابه وعلاجه"، حيث قدم عدد من الدارسين مقترحاتهم بإشراف فضيلة الشيخ ناصر العلي الغامدي، وأوصوا بإجراء مزيد من الدراسات الميدانية الشاملة في هذا المجال.
وشددت الورشة النقاشية على أن الابتزاز ظاهرة من أبرز الظواهر الدخيلة على المجتمع الإسلامي والعربي؛ لكنها شغلت وسائل الإعلام مؤخرا وأصبحت تفرد لها المساحات بشكل مستمر لتروي قصصاً من هذا الواقع لاسيما التعدي على حقوق الآخرين واستغلالهم بغير وجه مشروع.
واستعرض الباحثون جهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا المضمار؛ حيث قامت الرئاسة العامة لها ممثلة بمركز البحوث والدراسات بدراسة مشكلة الابتزاز انطلاقاً من إحصاء الوقائع التي كثرت في السنوات الأخيرة. وأشارت الدراسة إلى أن صور تلك القضايا تجمع جرائم مركبة وتتنوع وتختلف بدءاً بالتهديد بإخبار الأهل أو الزوج بما يسيء للمرأة أو تهديدها بالفضيحة وتوزيع ونشر صورها أو التهديد بالتسجيلات الصوتية التي تستغل من قبل بعض ضعفاء النفوس في الإيقاع بالنساء.
وأشادت حلقة النقاش بجهود الهيئة حيال قضايا الابتزاز؛ إذ تمكن أعضاؤها في مناطق عدة من معالجتها وافتكاك من وقع عليه أو عليها الابتزاز من المعتدين المبتزين، وتم التعامل معها وستر المعتدى عليهم.
وخرجت ورشة العمل بتوصيات واقتراحات للوقاية والعلاج أهمها: تنمية تقوى الله والحياء، وتوعية المجتمع وتنمية الحس الأمني لدى المواطن واستشعار المسؤولية والتكامل في أداء الأدوار، والاستمرار في دعم الهيئات بما تحتاجه من زيادة الأعضاء وغيرها، وتوعية أفراد المجتمع بدور الهيئة في خدمة المجتمع والوقوف معها صفاً واحداً.
ومن أبرز التوصيات أيضا: حث إدارات المراكز التجارية على تخصيص مكتب للهيئة داخلها لتسهيل مهام عناصرها، والتوسع في إنشاء وتشييد الأسواق النسائية المغلقة حتى تأخذ المتسوقة راحتها في التسوق مع بني جنسها، وتشكيل لجان تقوم بجولات تفتيشية سرية على المشاغل النسائية حيث الصور والتصوير بالجوال، ولضمان التقييد بالأنظمة والضوابط المرعية، فضلاً عن أن تتولى وزارة الشؤون الاجتماعية مشكورة التوسع في افتتاح مراكز الأحياء لتتعاون مع الجهات المعنية في الإصلاح والوقاية والمعالجة.
وأكدت ورشة العمل على ضرورة نشر ثقافة المكاشفة والمصارحة داخل أفراد الأسرة عما يعتري الفرد من مضايقات ومواقف خاطئة، والتحذير من أخذ الصور في المناسبات والأعراس في الأوساط النسائية، وعدم التساهل في إرسال الفتيات لوحدهن إلى المحلات التجارية، والاهتمام بمرحلة البلوغ وتفهم الجوانب الشرعية لتلك المرحلة، والتوسع في إنشاء قنوات فضائية محافظة تساهم في تعزيز القيم والسلوك الإيجابية، وإيجاد وظائف تناسب طبيعة المرأة في الجهات الحكومية والشركات والمؤسسات الموثوقة بما يحفظ لها حياءها وكرامتها.
يُشار إلى أن المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى يُعد وحدة أكاديمية مستقلة تقدم برامج علمية في مجال التخصص، وتعنى عناية خاصة بتأصيل فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتفتح نفسها على بقية التخصصات ذات الصلة بعمل المحتسب لتحقيق الرقي بمستوى أداء العاملين في هذا المجال علميًا وسلوكياً.