
قال الجيش الباكستاني الأحد أنه سينهي عملياته في إقليم سوات خلال يومين أو ثلاثة. وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن "قلقها البالغ" حيال الوضع الإنساني في الإقليم، بعدما تمكنت من الوصول إليه للمرة الأولى منذ بداية هجمات الجيش عليه.
وقال وكيل وزارة الدفاع الباكستاني سيد أطهر علي في مؤتمر إقليمي حول الأمن عقد في سنغافورة إنه من المتوقع انتهاء العمليات العسكرية خلال ثلاثة أيام مؤكدا أن "العمليات العسكرية في سوات وبونر والمناطق المجاورة تكاد تنتهي تماما".
وأضاف أن قوات الجيش تسيطر على 90% من أنحاء سوات وستتمكن من سحق جيوب المقاومة في الأجزاء المتبقية. وأعلن أن الجيش استعاد سيطرته على مينجورا المدينة الرئيسية في سوات الواقعة بمحافظة ملاكند بإقليم الحدود الشمالي الغربي.
وحول الوضع الإنساني المتردي في الإقليم، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأحد عن "قلقها البالغ" حيال أوضاع المدنيين في الإقليم. وجاءت تصريحات المنظمة في بيان أصدرته بعدما تمكنت من الوصول إلى هذه المنطقة للمرة الأولى منذ بداية المواجهات في 2 مايو.
وقالت اللجنة الدولية في بيان إن "المنظمة تعرب عن قلقها البالغ حيال الوضع الحساس للمدنيين في سوات، وتعتقد أن هذا الوضع يتطلب ردا إنسانيا سريعا وشاملا". وأوضح مندوب المنظمة دانيال أومالي أن الفرق الطبية "لا تستطيع ببساطة القيام بكل شيء في مواجهة تدفق المرضى".
ومنعت السلطات الباكستانية الصحفيين والمنظمات الإنسانية والحقوقية من الوصول إلى سوات بهدف التستر على الجرائم التي ارتكبها الجيش بحق المدنيين في الإقليم.
وذكرت اللجنة الدولية أنها مُنعت "منذ بداية مايو" من الوصول إلى هذه المنطقة الواقعة في شمال غرب باكستان والتي تشهد مواجهات بين الجيش الباكستاني وحركة طالبان التي تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية، مؤكدة أن مندوبيها "صدموا" لما شاهدوا هناك. وأكدت أن "لا مياه ولا كهرباء، والمواد الغذائية باتت نادرة".
وقال أومالي الذي تمكن من زيارة المنطقة برفقة فريق "لم يعد ثمة وقود للمولدات وغالبية المراكز الطبية في الإقليم لا تعمل". وأضاف أن "الفرق الطبية القليلة التي لا تزال في المنطقة تكافح للعمل من دون مياه ولا كهرباء ولا إمدادات".
وأوضحت المنظمة أن المدنيين الذين لم يتمكنوا من الفرار من إقليم سوات "عزلوا عن العالم" منذ بدء الهجوم العسكري الحكومي في بداية مايو، وخصوصا أن الاتصالات الهاتفية انقطعت تماما.
وصرح رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في باكستان باسكال كوتات أن "الناس يتوقون إلى الاتصال بأفراد من عائلاتهم سبق أن هربوا".
وبالنظر إلى الحاجات على الأرض، طالبت اللجنة بتسهيل وصولها المساعدات إلى المنطقة "في شكل آمن ومن دون معوقات".