
أصدرت محكمة تركية يوم الأربعاء حكما بالسجن خمسة أشهر على رجل بتهمة "إهانة جزء من المجتمع" بعدما وضع لافتة تقول إن اليهود والأرمن غير مسموح لهم بدخول مكان عمله. وتأتي هذه الخطوة لتدحض الأقاويل بأن الحكومة التركية ذات المرجعية الإسلامية تمارس التمييز ضد الأقليات.
كان نيازي كابا الذي يرأس رابطة ثقافية في مدينة أسكيشهر غربي أنقرة قد وضع اللافتة للاحتجاج على الهجوم "الإسرائيلي" في غزة في وقت سابق هذا العام والذي لقي إدانة واسعة في تركيا ذات الأغلبية المسلمة.
وجاء التحقيق في القضية بعد شكوى رفعتها أصدرتها جماعة محلية معنية بحقوق الإنسان ضد كابا. كما يدحض الحكم الصادر في الشكوى ادعاءات جهات غربية وعلمانية بأن الحكومة التركية التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي يمارس التمييز العنصري ضد الأقليات.
وتسود العلاقات بين تركيا وأرمانيا توترات تاريخية، لكن الحكومة التركية أعلنت في إبريل الماضي أنها تقترب من إقامة علاقات دبلوماسية مع أرمانيا بعدما أغلقت الحدود المشتركة بينهما في 1993.
وترجع الخلافات بين البلدين بسبب مزاعم الأرمن بتنفيذ الأتراك العثمانيين مذابح بحق الأرمن رعايا الدولة العثمانية أنذاك. لكن تركيا تنفي تلك الادعاءات مؤكدة أن أرمانيا تقوم بتضخيم أعداد القتلى وتشويه أسباب الصراع.
كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد انتقد يوم السبت الماضي السياسات التي أفضت إلى طرد عشرات الآلاف من اليونانيين المسيحيين في القرن الماضي باعتبارها "فاشية". وأثارت تصريحات أردوغان وهي الأولى من نوعها لرئيس وزراء غضب القوميين وعناصر أخرى من المؤسسة المحافظة في تركيا.
وفي قضية أخرى، بدأت محاكمة الكاتب التركي الفرنسي نديم غورسيل أمس الثلاثاء بتهمتي "الإساءة للقيم الدينية" و"التحريض على الكراهية " بسبب كتابه الأخير "بنات الله". ويواجه غورسيل عقوبة السجن ما بين عام وثلاثة أعوام إذا ما أدين بتلك التهم.
وقال علي إمري, وهو مقدم الدعوى: "إن جورسل أثار غضب جميع المسلمين في روايته. إن كل فرد يدعو نفسه مسلمًا سيكون منزعجًا من هذه الرواية وأنا شخصيًا أشعر بالإهانة".
وقالت شاهيناز يوزير محامية غورسيل إن التهمة الموجهة إلى موكلها وهي الإساءة للدين وتهديد الأمن من خلال الحض على الكراهية مبنية على تصويرات للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب، لكنها زعمت أن الفقرات التي تشير إليها السلطات غير موجودة في الرواية.
وعلى غير العادة تدخلت دائرة الشؤون الدينية في تركيا المسؤولة عن أنشطة المساجد والتعليم الديني في المحاكمة بإفادة ضد المدعى عليه، وهو ما أثار قلق الكاتب من احتمال أن تتم إدانته بالتهم.