أنت هنا

1 جمادى الثانية 1430
المسلم- وكالات

قال الجيش الباكستاني الاثنين إن المعركته في وادي سوات قد تستغرق عشرة أيام أخرى قبل أن تتمكن الحكومة من استعادة السيطرة على عاصمة الإقليم التي تسيطر عليها حركة تطبيق الشريعة التابعة لطالبان. يأتي ذلك فيما تظاهر آلاف الباكستانيين أمام مبنى البرلمان احتجاجا على تلك العمليات التي أودت بحياة مئات المدنيين وشردت الملايين.

وحظرت السلطات الباكستانية على الصحافيين وعمال الإغاثة زيارة منطقة القتال كما قطعت خطوط الهواتف الثابتة والمتنقلة في مينغورا، مما يجعل من المستحيل تأكيد مزاعم الجيش.

لكن الجنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش قال في تصريحات لوكالة فرانس برس إن "تطهير مدينة مينغورا (عاصمة سوات) من المسلحين قد يستغرق بين سبعة وعشرة أيام". وأضاف إن "العملية قد تكون بطيئة نوعا ما وذلك لتجنب وقوع اصابات بين المدنيين وتدمير وتخريب الممتلكات"، على حد قوله. وتابع أن "المسلحين زرعوا عبوات ناسفة مصنعة يدويا في مينغورا وعلينا أن نزيلها".

وتشن القوات الباكستانية هجوما واسعا على أربعة أقاليم من بينها وادي سوات، للقضاء على حركة تطبيق الشريعة الإسلامية التابعة لطالبان باكستان، والتي سعت في الآونة الأخيرة إلى توسيع سلطاتها حتى وصلت إلى مناطق تبعد عن العاصمة إسلام أباد نحو 100 كلم. وتعمل الحركة على تطبيق الشريعة الإسلامية في المحاكم الباكستانية في منطقة سوات في إطار اتفاق بين الحكومة والحركة يقضي وبوقف الهجمات ضد الجيش مقابل تطبيق الشريعة. لكن الحركة بعد أن سعت لتوسيع نطاق سلطاتها، بدأت القوات الحكومية حربا واسعة ضد عناصرها.

وأسفرت تلك الحرب عن قتل وتشريد ملايين المدنيين، حيث ارتفع عدد النازحين الفارين من المنطقة الشمالية الغربية إلى 2,38 مليون شخص.

وأدى القتال الدائر في تلك المناطق إلى فرار عشرات آلاف المدنيين من منازلهم، وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة ومسؤولون باكستانيون الاثنين إن السلطات الباكستانية سجلت نحو 2,38 مليون نازح منذ الثاني من مايو الجاري.

وكرد فعل على العمليات العسكرية، تظاهر مئات الباكستانيين من أنصار الجماعة الإسلامية أمام البرلمان اليوم الاثنين احتجاجا على العمليات التي يشنها الجيش في سوات.

وطالب المتظاهرون بخروج القوات الأميركية من أفغانستان، ووقف شن هجماتها في باكستان، كما رددوا هتافات وصفوا فيها الولايات المتحدة بأنها عدو للإسلام والمسلمين.

وألقى زعيم الجماعة كلمة قال فيها إن العمليات العسكرية لن تؤدي إلى حل، وطالب الحكومة بإيقاف هجماتها في الوادي ومقاطعة وزيرستان.