أنت هنا

1 جمادى الثانية 1430
المسلم- وكالات

استقبل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في العاصمة طهران نظيريه الباكستاني آصف علي زرداري والأفغاني حامد قرضاي المتحالفين مع الولايات المتحدة التي يحتل جيشها أفغانستان. وتناول الاجتماع مكافحة "الإرهاب والتطرف" وتجارة المخدرات في الدول الثلاث.

ووقع الرؤساء أمام الصحفيين على وثيقة إعلان طهران التي لم ينشر مضمونها إلى الآن. وقال نجاد إن الوثيقة "هي إعلان جدي ينص على تعاون شامل في خدمة مصالح الأمم الثلاث".

وقال الرئيس الإيراني خلال القمة: "تقيم دولنا الثلاث علاقات أخوية وتاريخية، لكن هناك مشاكل لا تزال قائمة". وأضاف إن "بعض المشاكل اقتصادية أو ثقافية، لكن هناك مشاكل أخرى فرضت علينا من الخارج"، مشيرا إلى الصراع الدائر بين المقاومة الأفغانية بقيادة طالبان وقوات الاحتلال الأمريكي.

ومن جانبه، شدد زرداري على التزام بلاده بمكافحة ما أسماه بـ"الإرهاب والتطرف والمخدرات". وأضاف "يمكننا تسوية (المشكلات) من خلال مقاربة شاملة". وتخوض القوات الباكستانية حربا ضارية وتشن هجمات على وادي سوات لاستهداف حركة تطبيق الشريعة الإسلامية التابعة لطالبان باكستان.

واغتنم الرئيس الباكستاني الفرصة لدعوة نظيريه الى قمة مقبلة تعقد في باكستان و"اجتماع ثلاثي حول التنمية".

ومن جهته، اعتبر كرزاي أن المنطقة "تعاني من التطرف والحرب والانقسامات بين الدول"، داعيا إلى ضرورة "التعاون بشكل تام والتحرك على أساس حسن الجوار".

وكان المدير التنفيذي لـ"برنامج الأمم المتحدة لمراقبة المخدرات ومنع الجريمة المنظمة" الدكتور أنطونيو كوستا قد صرح بأن إيران تتصدر قائمة الدول التي تعاني من الارتفاع الحاد في تعاطي المخدرات بشكل عام، وخاصة مخدرات الأفيون والهيروين والمورفين.

كما أشار إلى أن أفغانستان مازالت تتصدر قائمة أكبر الدول المنتجة لمخدرات الأفيون في العالم، حيث ما زال إنتاجها يتجاوز الـ 8200 طناً في العام.

وجاءت تصريحات كوستا في مؤتمر صحفي عقده اليوم بمقر الأمم المتحدة في فيينا بعد عودته من زيارة عمل ميدانية قام بها إلى طهران وتفقد خلالها الحدود المشتركة بين إيران وأفغانستان.

وأوضح أنه بحث أزمة ارتفاع عدد الذين تعاطون المخدرات في إيران مع عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين وخاصة مع وزير الصحة العامة والتدابير التي اتخذتها السلطات الإيرانية لمنع تعاطي المخدرات وإعادة تأهيل المدمنين وانتشار فيروس نقص المناعة البشرية (إتش آي في) وفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز).

وأكد كوستا أن معظم كميات الأفيون التي يتم تهريبها من أفغانستان إلى أوروبا والغرب يتم عبر معابر تمر في الأراضي الإيرانية والباكستانية والتركية.

يذكر أن شقيق الرئيس الأفغاني سبق أن اتهمته صحف أمريكية بالتورط في تهريب المخدرات والإتجار بها والاستفادة المادية من أرباحها. لكن الحكومة الأفغانية والقوات الأمريكية تتهم حركة طالبان باستخدام أرباح تجارة المخدرات في تمويل مقاومتها المسلحة ضد قوات الاحتلال.

وفي هذا السياق أشار كوستا إلى أن أكثر من ثلث إنتاج أفغانستان من الأفيون أي ما يعادل 2500 طن يتم تهريبها إلى أسواق الاستهلاك سنوياً عبر الأراضي الإيرانية.

وفي إطار قمة طهران، وقعت باكستان وإيران على اتفاقية مساندة لتنفيذ مشروع أنبوب الغاز الطبيعي الإيراني وتصديره إلى باكستان. وتحتاج باكستان إلى الغاز الإيراني في حربها ضد حركة طالبان في سوات، والتي راح ضحيتها مئات من المدنيين.

وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية الباكستانية مساء اليوم أن الجانب الباكستاني والإيراني وقعا الاتفاقية في العاصمة الإيرانية طهران على هامش أعمال القمة الثلاثية.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد عبد الباسط إن إيران سوف تزود باكستان بموجب الاتفاق بنحو 21.5 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي بشكل يومي، وأن هذه الاتفاقية سارية لمدة 25 عام.