أنت هنا

30 جمادى الأول 1430
المسلم-صحف:

قالت مجلة "دير شيبجل" الألمانية إن لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري تشتبه الآن بوقوف "حزب الله" الشيعي اللبناني وراء عملية الاغتيال.

وذكرت المجلة أن أحد أعضاء حزب الله، وهو عبد المجيد علوش تولى شراء الهواتف النقالة التي استخدمت لتنسيق جريمة الاغتيال، وأن سيارة الميتشوبيشي البيضاء التي استخدمت في التفجير تعود لأحد أعضاء الحزب أيضا. وأكدت أن قائد الجناح العسكري لحزب الله في جنوب بيروت الحاج سالم هو العقل المدبر للعملية.

وينحدر الحاج سالم (45 عاما) من منطقة النبطية بجنوب لبنان، ويعتقد بأنه قائد الجناح العسكري لحزب الله في جنوب بيروت. وتقدم وحدة العلميات الخاصة التي يقودها سالم تقاريرها بصورة مباشرة إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وذكرت المجلة أن عماد مغنية كان يدير هذه الوحدة حتى تاريخ اغتياله في 12 فبراير 2008 في دمشق، ومنذ ذلك الوقت تولى سالم هذه المهمة مع أحد أقارب مغنية ويدعى مصطفى بدر الدين والذي يعمل نائبا له. وذكر التقرير أن الرجلين يقدمان تقاريرهما فقط إلى نصر الله وإلى الجنرال قاسم سليماني مسؤول الاتصال في طهران.

ونسبت المجلة معلوماتها إلى أوساط مقربة من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ومصادرها الخاصة.

وقالت المجلة في عددها الصادر أمس السبت إن الأدلة تشير إلى أن "القوات الخاصة" لحزب الله خططت ونفذت الهجوم بواسطة سيارة مفخخة أودت بحياة الحريري و22 شخصا في 14 فبراير 2005.

وأوضحت المجلة أن رئيس لجنة التحقيق القاضي الكندي دانييل بلمار والذي يتولى منصب المدعي العام ومسؤولي المحكمة الخاصة بقتلة الحريري "يتكتمون على هذه المعلومات التي توصلوا اليها منذ شهر تقريبا".

وأشارت المجلة إلى أن التوصل إلى دور حزب الله في الاغتيال تم من خلال اكتشاف وجود مجموعتين من الهواتف النقالة التي استخدمت قبل وأثناء عملية الاغتيال في المنطقة التي وقع فيها الانفجار، وتبين أن هاتين المجموعتين من الهواتف يمتلكها "ذراع العمليات في الحزب".

وأوضحت المجلة أن الرائد وسام عيد، الضابط في فرع المعلومات في الأمن الداخلي اللبناني والذي اغتيل بداية عام 2008، قد استطاع أن يحدد ثمانية أرقام هواتف نقالة استخدمت في التحضير لعملية الاغتيال وتنفيذها.

كما اكتشفت الوحدة التي كان يشرف عليها عيد وجود صلة بين الأرقام الثمانية ومجموعة ثانية من أرقام الهواتف النقالة يبلغ عددها 20 كانت على صلة وثيقة مع المجموعة الأولى.

وحسب المجلة فإن المحققين عثروا على رأس الخيط في هذا الاكتشاف عندما اتصل عنصر من حزب الله (تشتبه اللجنة في تورطه في عملية الاغتيال) خضع لدورات تدريبية في إيران من أحد هذه الهواتف بفتاة يقيم علاقة معها، فتم التعرف إلى هويته، والحصول على أرقام الهواتف التي استخدمت في عملية الاغتيال.

وذكرت الصحيفة أن قوات "كوماندوس" تابعة لحزب الله، دبرت عملية اغتيال الرائد وسام عيد.

وقالت وكالة "فرانس برس" إنه إذا صحت رواية المجلة الألمانية، فإن ذلك يمثل تحولا كبيرا في مسار التحقيق الذي كان يشير حتى وقت قريب بأصبع الاتهام إلى سوريا، لكن مراقبين أشاروا إلى أنه في حال ثبوت ضلوع الحزب في عملية الاغتيال فإنه غالبا ما سيكون قد قام بذلك بالتنسيق مع مسؤولين كبار في الحكومة السورية.