
فشلت الوساطة الأفريقية التي أجرى وفدها لقاءات مع أطراف الأزمة الموريتانية، في توقيع اتفاق نهائي يضع حدا للأزمة السياسية في البلاد قبل انطلاق الحملة الانتخابية اليوم الخميس.
وأعلن الجنرال المستقيل من رئاسة الدولة والمجلس العسكري الحاكم محمد ولد عبد العزيز أنه قرر تأجيل إطلاق حملته الانتخابية 24 ساعة لإعطاء فرصة أخرى للمفاوضات الجارية عن طريق الوسطاء الأفارقة.
وأكد خلال مؤتمر صحفي أن انتخابات السادس من الشهر المقبل لا تزال حتى الآن في موعدها المحدد، رغم أن المفاوضات لا تزال جارية دون أن تحقق حتى الساعة أي نتائج محددة بشأن التوافق السياسي.
ولكنه رفض تقديم إيضاحات حول التنازلات التي هو مستعد لها، قائلا: إنه قدمها للوسطاء مشيرا إلى أن هناك عوائق فنية وقانونية أمام أي تأجيل محتمل للانتخابات، ويتعلق الأمر بصعوبة تنظيم انتخابات في الخريف الذي بات على الأبواب، وكذلك في شهر رمضان الذي اقترب هو الآخر، أما قانونيا فنبه إلى أن البلد يعيش حاليا فترة انتقالية يشرف عليها رئيس بالنيابة فترته الدستورية محدودة.
وقلل ولد عبد العزيز من شأن احتمال استقالة الرئيس المخلوع من رئاسة الدولة، قائلا: إنه أصبح رئيسا سابقا وتقديمه استقالته لن يقدم أو يؤخر في الأمر شيئا، كما رفض أن يعلن الرئيس الانتقالي الحالي با ممدو أمباري تأجيل الانتخابات الرئاسية معتبرا أن ذلك ليس من صلاحياته.
وكان وفد الوساطة الأفريقية الذي يقوده وزير الخارجية السنغالي الشيخ التيجاني كاديو، وبعضوية رئيس مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي رمضان العمامرة، وسعيد جنيت الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غرب أفريقيا ورافع المدني ممثلا لرئيس الاتحاد الأفريقي والزعيم الليبي معمر القذافي، قد عقد لقاءا تشاوريا لوضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق المقدمة للأطراف السياسية الموريتانية.
وبعيد ذلك أجرى الوفد لقاء مطولا استغرق نحو ساعة ونصف الساعة مع ممثلين عن ائتلاف المعارضة الذي يضم الجبهة المناهضة للعسكر، وحزب تكتل القوى الديمقراطية برئاسة زعيم المعارضة أحمد ولد داداه.
وكان من المفترض حسب البرنامج الذي قدمه الوسطاء لأطراف الأزمة أن يلتئم اجتماع مشترك بين كل الأطراف بعد اللقاءات الأولية، يناقش مختلف القضايا الخلافية ويهيئ للجلسة النهائية التي ينتظر أن يوقع خلالها الاتفاق في حال تم التوصل إليه.
لكن استمرار الخلاف حول سقف تأجيل الانتخابات أدي إلى تعثر مساعي الحل، وحال فيما يبدو دون جمع الأطراف على طاولة حوار واحدة.
وتطالب المعارضة بتأجيل الانتخابات ستة أشهر، فيما يقبل ولد عبد العزيز تأجيلا محدودا لا يتجاوز الشهرين، بينما لم يعرف بعد طبيعة العرض الذي قدمه الوسطاء، وإن كان الرئيس السنغالي عبد الله واد قال في تصريحات سابقة: إن التأجيل ينبغي ألا يصل إلى فترة الخريف التي تبدأ بعد أقل من شهرين ويستحيل فيها فنيا تنظيم الانتخابات، بسبب وعورة الطرق، واتساع مساحة البلاد.