أنت هنا

27 جمادى الأول 1430
"المسلم"– محسن العبد الكريم:

أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالسعودية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على الدور الذي تقوم به المؤتمرات الإسلامية في التعريف بالإسلام وحقيقة هذا الدين ، وطالب آل الشيخ بوحدة الصف وتوحيد الكلمة للتصدي للهجمة الشرسة على الإسلام.

جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الشؤون الإسلامية أمس بمكتبه بجدة بمناسبة انعقاد المؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية السبت المقبل تحت عنوان "دور وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية في تحقيق الأمن الفكري" الذي يستمر ثلاثة أيام ، بمشاركة ممثلين عن 62 دولة.

وأبان الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أن هذا المؤتمر الذي تعقده وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية هو مؤتمر علمي وليس مؤتمراً نظرياً يضم وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في العالم الإسلامي، ويضم عدداً من المفتين في العالم الإسلامي والمفتين في بعض البلاد التي استقلت أو صار لها صفة اهتمام بالدين الإسلامي كالجمهوريات الإسلامية المنفصلة عن الاتحاد السوفييتي وكبعض الدول في أوروبا مثل البوسنة وألبانيا ونحو ذلك.

وشدد آل الشيخ على أن واقع الخطاب الإسلامي يحتاج إلى إعادة مدارسته، وأن إعادة الدراسة والتقييم كل عشر سنوات في الخطاب الإسلامي هذا من الضرورات التي نرى أنها لا بد من وضع النقاط فيها دائماً على الحروف ، لأن الأجيال تتغير كل عشر سنوات لدينا جيل له مفاهيمه له مشكلاته، لا بد أن يكون هناك وعي في التعامل معه بخطابٍ متسامح واعي يعرف الأولويات، من النقاط المهمة التي نسعى في تحقيها في هذا المؤتمر إن شاء الله تعالى هو إيجاد أرضية لفهم أنواه من الفقه الجديدة ، وفقه التعامل أو فقه السلوك ، أو فقه التفكير الذي يجب أن يكون مبنياً على إصلاح الأولويات ، لذلك لا بد من إعادة بعث أنواع من الفقه الجديد ، المهمة ليس الفقه الشرعي فقه الأحكام ، ولكن هو فقه بمعنى تفكير ومن أهمها فقه الائتلاف والتركيز عليه ، وفقه الوفاق والتركيز عليه ، وفقه الاختلاف وفهمه وحدوده ، وفقه التباين ، وفقه الحوار وأهميته فالأمة في فقهها ، وفقه وحدة الأمة وفقه تفرقها ، وفقه قوة الأمة ، وفقه ضعفها ، وفقه التعامل مع المسلم والتعامل مع غير المسلم .

وتساءل آل الشيخ كيف نُعمل سلوك الإسلام ؟ ، وكيف نُعمل النصرة الحقيقية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ، وقال: إن النصرة يجب أن تكون فاعلة في التعريف بالإسلام، مبيناً أن لدينا مشكلة كبيرة نتجت عن قصور معرفي، وهي عدم التواصل المعرفي مع الآخر ، نحن نخاطب الآخر في العالم بهجومنا عليه ، نخاطب الآخر برد الفعل بفعل ، وهذا ليس دائماً من الحكمة والصواب ، بل لا بد من وضع جسور معرفية مكثفة ، لأن العقول لا تتغير إلا بالمعرفة ، العقل لا تتغير في مفاهيمها إلا بزخم كبير من المعارف ، وهذا الزخم الكبر من المعارف ، وهذا الزخم الكبير من المعارف لا بد له من أنواع من الفقه الكبيرة ، فالدفاع عن الإسلام لا بد أن يكون بمعرفية متنوعة عن الإسلام بالطريقة التي يفهمها الناس اليوم في العالم ، الدفاع عن القرآن لا بد أن يكون بتواصل ثقافي معرفي بالطريقة التي يفهمها الناس في العالم .

وأبرز  الشيخ صالح آل الشيخ أنه في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أنجزنا أكثر من قرابة خمسين ترجمة لمعاني القرآن الكريم بلغات العالم وهي في إطار التواصل المعرفي لشرح هذا القرآن ، ما هو وما يحمله من معاني بأسلوب يبتعد عن بنيات الطريق والقضايا التي يمكن أن يكون فيها إساءة لفهم هذا الدين والإسلام بما ينفع المسلم وينفع غير المسلم في أكثر هذه الإصدارات ، كذلك الدفاع عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام عن هذا النبي الكريم الذي أسدى للبشرية أعظم رسالة ، وقدم للبشرية أنصع عقيدة وأصفى بيان ، وخدم الإنسان في جميع المجالات ، وأقام العدل والحق ، مؤكداً أن التعريف بنبي الرحمة - عليه الصلاة والسلام - يحتاج إلى جسور معرفية ضخمة ليست مخاطبة للذات ، ولكن هي مخاطبة للآخر ، نخاطبهم بالتعريف لا بالانتقاد فقط ، والانتقاد والأخذ بالحقوق والرد على من أساء لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أياً كان وعلى أي مستوى كان ، سواء كان مستوى ديني أو كان مستوى صحفي وإعلامي هذا من الواجبات ، لكن هذا ليس كافياً ولا ينتج لأن هذا رد فعل ، ولكن الذي ينتج تغيير النظرة وإعطاء رؤية كاملة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو مد جسور المعرفة .

ورداً على سؤال حول فيما إذا كان المؤتمر سيناقش ورقة عمل تتطرق لرسالة المسجد ودوره، أجاب أن المؤتمر سيناقش في جلسة اليوم الأول للمؤتمر ورقة عمل طويلة بعنوان : ( رسالة المسجد تحقيقاً أو رسالة المسجد موقعاً ورسالة) وتصب حول أهمية دور المسجد تحقيق دور المسجد والاهتمام بالمسجد من جهة منسوبي المساجد والأنشطة التي في المساجد وكيف يكون محققاً لرغبات الناس على أن يكون على ما نريده من الوسطية والاعتدال و التسامح والخطاب الإسلامي المعتدل والجلسات ويمكن أن تكون مفتوحة لمن يحب أن يحضرها ويناقش ويسمع في حينها ما يتم بها.

ورداً على سؤال عن كيفية الخروج بهذا المؤتمر بتصور إسلامي شامل يتفق عليه جميع الدول الإسلامية للخروج برؤية موحدة لنبذ الغلو والتطرف كمنهج حياة وأيضاً تحقيق الأمن الفكري الذي نتطلع إليه جميعاً ، أكد الوزير أن المؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في الدول الإسلامية هو مؤتمر أوراق تجمع بين الطرح الفكري والطرح العملي إذ لا بد أن يكون هناك قرارات وليس مؤتمر علماء مفكرين يتناقشون ثم يخرجون بقرارات هذه القرارات اتفاق فيما بين الوزراء وأنها  تعمل بها الوزارات بقدر استطاعتها وإمكاناتها ، مشيرا إلى أن المؤتمر سيناقش في جلسته الثانية حوار الأديان والحضارات ، حيث سيأخذ المؤتمر الموضوعات من الناحية الأكاديمية والبحثية والوصفية كما يميز هذا المؤتمر باختصار الأفكار في ورقات محددة ثم يعقبونها بتوصيات محددة تعمل بها الوزارات ويصدر بها قرار .

وأضاف آل الشيخ أن المؤتمر هو عملي أكثر مما هو وصفي ونظري، مؤكداً على أن  الغلو والإرهاب والخروج عن الوسطية والاعتدال هي تحدي الجميع لذ  لك فكل وزارات الشؤون الإسلامية تشعر بأن هذا من برامجها في تحقيق الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والإرهاب، مشدداً على أن الجميع مشترك في ضرورة تحقيق الأمن الفكري وأن الأمن الفكري والأمن العقدي هو الأمن التعليمي وهو الأمن الاجتماعي ، وهو الأمن النفسي وهو الأمن السلوكي مدللاً معاليه على ذلك بالمثل القائل : الأمن أمنان أمن الأبدان وأمن الأوطان وأمن الأديان فكل ما يتصل بالفكر يعني بالدين عقيدة وشريعة وتعاملاً وسلوكاً وتربية وأسرة، مشيراً إلى أن هذا النوع من الأمن مهم جداً لأنه لا يتم الأمن في الأبدان والأوطان إلا بأن يكون مفرد الوطن ألا وهو الإنسان أن يكون آمن في الدنيا .

وأبان الشيخ صالح آل الشيخ أن المؤتمر سيناقش خلال المؤتمر عدد من الأهداف ، منها الارتقاء بالمسجد وخطة أخرى تهدف إلى إصدار كشاف عن الأوقاف ، لعلنا نتعرف على أفضل عناصر هذه الخطة ، موضحاً أن المؤتمر سيناقش ورقة الارتقاء بالمسجد موقعاً ورسالة وهذه مقدمة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ، وورقة (كشاف الأوقاف) مقدمة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في الكويت ، كما أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة تتعامل مع نحو (75)ألف مسجد يعمل بها ما بين (130- 150) ألف فرد من منسوبيها ما بين إمام ومؤذن وخطيب وهذا يهيء لها الكثير من التجربة في هذا الإطار .

وعبر في نهاية المؤتمر عن أمله في أن يحقق المؤتمر أهدافه وغاياته التي من أجلها أقيم .