
اعتبرت القوات الأمريكية المحتلة لأفغانستان أنها استخدمت الفسفور الأبيض خلال الحرب "بشكل قانوني" كوسيلة للإضاءة أو لخلق جدار من الدخان للتعتيم على عناصر المقاومة الأفغانية. يأتي ذلك ردا على اتهامات لمنظمات حقوقية أكدت أن استخدام الفسفور تسبب في سقوط ضحايا مدنيين.
وقال أرشي روليز أحد قادة المارينز في أفغانستان "في كثير من الأوقات لا يعرف الجنود المشاركون في مهمات قتالية مصدر النيران الموجهة إليهم ولذلك فإن ما نحاول القيام به هو استخدام الفسفور الأبيض كجدار من الدخان حتى يتحرك الجنود". واعتبر روليز أن هذه الاستخدامات لا تخالف القوانين الدولية.
وكانت منظمات حقوقية قد وجهت اتهامات للجيش الأميركي في أفغانستان بأنه استخدم هذا النوع من السلاح الأسبوع الماضي في هجمات على مواقع زعم أنها تابعة لطالبان. وتسببت تلك الهجمات في إصابة المدنيين وسقوط الضحايا.
وتحرم القوانين الدولية استخدام تلك القنابل الفسفورية في الأماكن المأهولة بالسكان أو استهداف الأشخاص بها حتى إن كانوا "مقاتلين أعداء". لكن استخدام هذه القنابل مسموح به في الأماكن المفتوحة لتغطية تحركات الجنود.
وينفي الجيش الأميركي أن يكون استخدم الفوسفور الأبيض في معاركه ضد حركة طالبان، بل ويتهم الحركة باستخدامه خلال المعارك. وقبل أسبوع، قال المتحدث باسم الجيش العقيد غرين جوليان: "إذا كان استُخدم أساساً فلا بد أن المسلحين هم من استخدمه".
وتأكيدا لمزاعمه، قال الجيش إنه عثر على قنابل فسفورية في مخابئ للأسلحة تابعة لطالبان. وبحسب وثائق الجيش الأمريكي فإن هناك 44 حالة استخدم فيها المسلحون الفسفور الأبيض، إحداها وقعت في السابع من الشهر الجاري عندما تعرض موقع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في ولاية لوغر لقذيفتين من هذا السلاح.
ومن جانبها، نفت حركة طالبان استخدامها للفوسفور الأبيض، حيث صرح قاري محمد يوسف المتحدث باسم طالبان بأن حركته لم تستخدمها على الإطلاق، وأضاف: "لا نملك ذخائر فسفورية ولا نستخدمها.. الأمريكيون استخدموها في الكثير من العمليات ويريدون الآن نسب طغيانهم إلى طالبان".
أثار استخدام القنابل الفسفورية ضجة عالمية واسعة، عندما استخدمها الجيش الأمريكي في مدينة الفلوجة العراقية عام 2004، كما أثارت انتقادات وغضب عالمي عندما استخدمتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في حربها على قطاع غزة في يناير الماضي.