تواصل القوات الباكستانية اليوم قصفها لوادي سوات معقل حركة طالبان باكستان بدخولها بلدات استراتيجية في محاولة للسيطرة على عاصمة الإقليم. يأتي ذلك فيما اتهمت الصحافة الأمريكية الحكومة الباكستانية باستغلال الأوضاع في سوات لتوسيع ترسانتها النووية مشيرة إلى أنها قد تستفيد من المساعدات المالية التي قد تقدمها الولايات المتحدة لها.

وأعلن الجيش الباكستاني أنه قتل 15 من مقاتلي طالبان في مدينة ماتا بوادي سوات شمالي غربي البلاد. وقالت محطة جيو التلفزيونية الباكستانية إن القوات الباكستانية سيطرت على 50% من ماتا، ونصبت حواجز تفتيش عند التقاطعات الرئيسية.

كما قال متحدث عسكري رفض الكشف عن هويته إن المقاتلات والمروحيات الباكستانية دكت مخابئ مقاتلي طالبان في بيوتشار وتخت بوند صباح اليوم. وقصفت الطائرات الحربية والمروحيات قواعد تابعة للحركة.

وأعلن الجيش الباكستاني أنه تقدم في مينجورا عاصمة الوادي وأصدر خارطة تظهر توغل قواته من اتجاهي الشمال والجنوب في مسعى لوضعه بين طرفي كماشة، وتضييق الخناق على طالبان.

وفي بداية الأسبوع الرابع من المعارك التي تشنها القوات الباكستانية على ثلاثة أقاليم هي دبر السفلى وبونر ووادي سوات، وصل عدد النازحين حوالى مليون ومئة ألف شخص. كما قتل أكثر من ألف مسلح و45 جنديا -بحسب السلطات الباكستانية- منذ بدء الهجوم في الثاني من مايو الجاري.

وكان وادي سوات يعتبر في السابق مقصدا للسياح الغربيين، قبل أن تحكم طالبان سيطرتها عليه وتسعى إلى تحكيم الشريعة الإسلامية فيه.

من ناحية أخرى، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الاثنين إن باكستان تزيد ترسانتها النووية بسرعة، ما يثير مخاوف لدى الكونغرس الأميركي من أن تستخدم الحكومة الباكستانية المساعدات التي قد تقدمها لها الولايات المتحدة في تطوير برنامجها النووي.

وذكرت الصحيفة أن قائد هيئة الأركان المشتركة الأميركية الأميرال مايك مالن أبلغ النواب الأميركيين بهذا في جلسات إحاطة علنية وسرية.

وقد استغلت الإدارة الأمريكية القتال الدائر في سوات للإطلاق مخاوف من احتمال استيلاء حركة طالبان على الرؤوس النووية، مطالبة الحكومة الباكستانية بمزيد من قمع الحركة المقاومة.

وقالت الصحيفة إن تحركات إسلام أباد على صعيد برنامجها النووي مقلقة في وقت تخشى واشنطن فيه على أمن الرؤوس النووية الباكستانية والتي تقدر بما بين ثمانية ومئة رأس.

كما كتبت الصحيفة ان باكستان تنتج كمية غير محددة من اليورانيوم، وبعد إنجاز سلسلة من المفاعلات الجديدة، سوف تنتج البلوتونيوم أيضا لصنع أسلحة من الجيل الجديد.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه التقارير ترد في وقت يبحث الكونغرس مساعدة لباكستان بقيمة ثلاثة مليارات دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة تستخدم لتدريب الجيش الباكستاني وتجهيزه لمواجهة حركة طالبان. وسوف تضاف هذه المساعدة في حال إقرارها إلى مساعدة غير عسكرية بقيمة 7,5 مليارات دولار تتلقاها باكستان.