أنت هنا

23 جمادى الأول 1430
المسلم- وكالات

تظاهر آلاف العلمانيين في العاصمة التركية أنقرة اليوم الأحد للاحتجاج على حملة الاعتقالات التي تشنها الحكومة التركية لتفتيت شبكة إرهابية متهمة بتنفيذ اغتيالات لزعزعة الاستقرار في البلاد والتمهيد لانقلاب عسكري.

وحمل المتظاهرون صورا لمصطفى كمال أتاتورك مؤسس العلمانية في تركيا، هاتفين: "نحن جنود أتاتورك"، ومؤكدين على علمانية البلاد والاستمرار على نهجه.

وقدر عدد المشاركين في المظاهرة بـ 30 ألف شخص من أصل 100 ألف كان من المقرر مشاكرتهم. وتجمع المتظاهرون في إحدى الساحات بوسط العاصمة تحت مراقبة عناصر الشرطة، وهم يرددون هتافات "تركيا علمانية وستبقى علمانية". ثم توجهوا بعد ذلك إلى ضريح أتاتورك، وهو المكان التقليدي للتجمعات المؤيدة للعلمانية.

وتنظم التظاهرة "رابطة الفكر الكمالي" وهي منظمة تدافع عن إرث أتاتورك اليهودي الأصل والذي عاش في الفترة ما بين 1881-1938، وأسس الجمهورية التركية العلمانية لتكون أكبر دكتاتورية في المنطقة في عهده.

وتنظم هذه التظاهرات الحاشدة في شهر مايو منذ 2007 احتجاجا على حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002 والذي يتهمه العلمانيون بأسلمة تركيا والنيل من مبدأ الفصل بين الدين والدولة الذي ينص عليه الدستور.

وبالرغم من توجهاته الإسلامية إلا أن زعماء حزب العدالة والتنمية يتعهدون بالحفاظ على علمانية تركيا، تلافيا لاتهامهم بمخالفة دستور البلاد الذي ينص على العلمانية كمنهج للدولة.

وأثارت قضية منظمة أرجينيكون التي بدأت عام 2007 قد اتهم فيها أكثر من 200 شخص منهم ضباط سابقين في الجيش وصحفيون بمؤسسات إعلامية ذات توجهات علمانية ومفكرين وأكاديميين. ويواجه المعتقلون تهما بتشكيل منظمة غير قانوية والسعي إلى تقويض الأمن العام وزعزعة الاستقرار والقيام بعدد من الاغتيالات السياسية، بهدف تمهيد الطريق لانقلاب عسكري في البلاد.

واهتمت الصحف العلمانية في تركيا بنشر أخبار التظاهرة معتبرة أن الحكومة التركية تتذرع بقضية أرجينيكون لاستهداف معارضيها.