
أظهرت دراسة عسكرية أمريكية جديدة أن قيادة الجيش الأمريكي تعاني من زيادة الانهيارات العصبية بين جنودها وأن هذا الأمر أصبح يشكل معضلة كبيرة أمام الجيش الأمريكي.
وقالت الدراسة التي أعدها البنتاجون: إن خمس الجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق يعانون من اضطراب عقلي كما أن حالات الانتحار بينهم ارتفعت من 115 حالة عام 2007 إلى 143 حالة مماثلة عام 2008 .
وأوضحت الدراسة أن هذه "القضية تطرح تساؤلات كثيرة حول الجهود المبذولة للتصدي لظاهرة الإرهاق النفسي في صفوف الجيش الأمريكي ومعالجة الوضع المضطرب في العراق وأفغانستان".
وأضافت الدراسة: إن التوتر الناجم عن الصدمات النفسية هو الحالة المرضية الأكثر انتشاراً بين الجنود الأمريكيين إلا أن الدراسات وجدت مشكلات طبية أخرى يعاني منها الجنود مثل الاضطراب النفسي والاكتئاب والإفراط في تناول المهدئات ، مشيرة إلى أن الشباب بين 18 و24 عاماً هم الذين يتعرضون إلى خطر المعاناة من مشكلات عقلية.
وتابعت الدراسة: إن شبح الانهيار النفسي للجنود الأمريكيين الذي رافق حرب فيتنام يعود من جديد إلى الولايات المتحدة مع حربيها في العراق وأفغانستان حيث كان آخر فصل من فصولها قيام الرقيب جون راسل بقتل خمسة من رفاقه وجرح ثلاثة آخرين قبل أيام داخل قاعدة "كام ليبرتي" قرب مطار بغداد ، الأمر الذي قد يكون أحد النماذج التي تعكس الاضطرابات التي سيطرت على الكثير من الجنود الأمريكيين هناك.
وبشأن هذه الحادثة, قال الطبيب النفسي الأمريكي مارك ليفي: "ربما يكون راسل مكتئباً وحالته العقلية ما بين القتل والانتحار فهو كان منذ مدة في ساحة القتال ويعيش في بيئة تعرضت فيها حياته للخطر دائماً ليلاً ونهاراً".
من جهتها، اعتبرت جامعة معنية بشئون قدامى المحاربين الأمريكيين في واشنطن الحادث ليس مفاجئا وأنه "يجسد وطأة الإجهاد النفسي الذي تسببت به حربا العراق وافغانستان ، إضافة إلى الركود الاقتصادي الذي يؤثر على أسر الجنود في الخارج".
وكان البنتاجون قد فتح تحقيقاً عما إذا كان للجيش الأمريكي ما يكفيه من مؤسسات صحية معنية لمعالجة الضغوط النفسية التي يتعرض لها الجنود الأمريكيون في العراق.