أنت هنا

19 جمادى الأول 1430
المسلم- وكالات

اختتمت اليوم الأربعاء المرحلة الخامسة والأخيرة من الانتخابات التشريعية الهندية التي بدأت قبل شهر ويتوقع أن تسفر عن تحالف حكومي هش لن يصمد خمس سنوات على الأرجح. وشهد اليوم الانتخابي تصادمات بين أنصار مرشحي الأحزاب المختلفة أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين.

ويدلي اليوم 110 ملايين هندي بأصواتهم في سبع ولايات ومنطقتين في جميع أنحاء الهند.

ومن المنتظر أن تعلن اللجنة الانتخابية عن النتائج الرسمية يوم السبت المقبل، حيث ستحسم الانتخابات نتيجة منافسة حادة بين الحزبين الرئيسيين في الهند وهما حزب "المؤتمر الحاكم" برئاسة رئيس الوزراء مانموهان سينغ (76 عاما) وحزب "باراتيا جاناتا" الهندوسي المتطرف بقيادة لال كريشنا أدفاني (81 عاما).

ولحكم هذه الدولة الهائلة التي يبلغ عدد سكانها 1,17 مليار نسمة وتضم عددا كبيرا من الإتنيات والثقافات والطبقات و18 لغة رسمية ويبدو المشهد السياسي مشتتا، يبدو من المستحيل لأي من الحزبين أن يفوز بمفرده مما يمهد لمساومات شاقة من أجل تشكيل حكومة تحالف.

وتوقع يوجنيدرا ياداف من مركز دراسة المجتمعات النامية في نيودلهي أن "كل شىء سيتم في المرحلة السادسة بعد السبت".

ويمكن أن يكون للهندوسية التي تنتمي إلى طبقة المنبوذين ماياواتي كوماري -رئيسة حكومة ولاية أوتار برادش الشمالية- أكبر تأثير على فوز هذا الحزب أو ذاك وحتى أن تصبح رئيسة حكومة متنوعة تضم عددا من الأحزاب الصغيرة المجتمعة تحت راية "جبهة ثالثة". وتضم تلك الولاية 182 مليون نسمة وتشغل ثمانين مقعدا في البرلمان.

وسعى حزب المؤتمر العلماني ليسار الوسط الذي تقوده صونيا غاندي وابنها راهول ورثة أسرة نهرو وغاندي إلى استمالة حلفاءهم السابقين الشيوعيين الذين انسحبوا من الحكومة في يوليو 2008 تعبيرا عن استيائهم من الاتفاق في القطاع النووي المدني بين نيودلهي وواشنطن.

ولوح رئيس الوزراء سينغ بخطر التوتر الديني بين الأغلبية الهندوسية (80%) والأقلية المسلمة (14%) في حال عاد باراتيا جاناتا إلى السلطة. ويسعى ذاك الحزب الهندوسي المتطرف إلى سن قوانين مناهضة للمسلمين والتضييق عليهم متذرعا بالخطر الذي يحدق بالأمن القومي الهندي ومستندا إلى تفجيرات بومباي التي أوقعت 174 قتيلا في نهاية نوفمبر الماضي، واتهمت الحكومة الهندية فيها جماعة عسكر طيبة الإسلامية الكشميرية.

إلا أن هذا الحزب أكد أن لديه عددا كافيا من الحلفاء ليغسل العار الذي ألحقته به هزيمته في 2004.

وتوقع ياشوانت ديشموخ من وكالة "سي فوتر" لاستطلاعات الرأي، أسوأ من ذلك قائلا "أيا كان الحزب الذي سيصل إلى السلطة فإنه لن يبقى فيها أكثر من سنتين"، مما يعيد الهند إلى حالة الاضطراب التي شهدتها في التسعينات.

وشهدت انتخابات اليوم مقتل شخصين وإصابة عدد لم يحدد بجروح في حوادث عنف رافقت الانتخابات. وذكرت وكالة "برس ترست" الهندية أن شخصا قتل صباح اليوم في شجار بين أنصار حزب المؤتمر وأنصار الحزب الشيوعي في باليغوري بضواحي كلكوتا. وقتل شخص آخر طعنا بالقرب من أحد مراكز الاقتراع في دينديغول، فيما أصيب 8 أشخاص بجروح في مواجهات بين مؤيدي الأحزاب المتنافسة في شيناي وكودالور. وفي بلدة ديونيك بضواحي موغا بالبنجاب أصيب اثنان من أحد الطواقم التلفزيونية عندما هاجمهما ناشطون من حزب شيروماني أكالي دال.