أنت هنا

19 جمادى الأول 1430
المسلم- وكالات

في ظل أجواء الحرب التي تتقطع الصومال بين الفصائل الإسلامية المتناحرة، تواجه البلاد أسوأ موجة جفاف منذ عقد من الزمان، ما يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية المأساوية، خاصة مع نزوح الآلاف بسبب الحرب.

وقال تقرير للأمم المتحدة إن خطر المجاعة بات يهدد حياة زهاء 19 مليون نسمة في منطقة القرن الأفريقي بسبب أسوأ موجة جفاف وقحط تضرب المنطقة منذ عشر سنوات، إضافة إلى غلاء المواد الغذائية وغياب التمويل الكافي لتقديم المساعدات للأكثر تضررا.

وفي الصومال وحدها، يواجه 3.2 مليون شخص خطر المجاعة وتقول المنظمة الدولية إن هذه الملايين بحاجة ماسة إلى المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية الأخرى.

وقال مارك باودن، منسق الشؤون الإنسانية للصومال إن مسوحات الأقمار الصناعية لمستويات الأمطار والأبحاث الأرضية توضح مدى شدة الجفاف التي تعاني منها البلاد.

وأضاف في لقاء مع الصحفيين في جنيف، أن الكثير من الماشية تنفق بسبب نقص المياه ويسهم ذلك في معاناة نصف السكان تقريبا من سوء التغذية. وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية للصومال بحاجة إلى "زيادتها بقدر كبير"، وقال إنه رغم أن الصوماليين لا يموتون من الجوع الآن إلا أن 3.2 مليون نسمة بحاجة لمعونات غذائية تسد الرمق.

وتابع: "إننا نواجه الآن جفافا في الصومال هو أسوأ مما شاهده الناس منذ عقد من الزمان على الأقل". وأضاف: "يعاني 45% من سكان الصومال على الأقل من سوء التغذية الآن".

وقال باودن إنه في مناطق وسط وجنوب الصومال يعاني 24% من الأطفال تحت سن الخامسة من سوء التغذية الحاد. واضطر 1.1 مليون نسمة في الصومال إلى الفرار من موطنهم بسبب الصراعات في السنوات الاخيرة.

وفر آلاف المدنيين من مواقع القتال بين المسلحين الإسلاميين والقوات الإسلامية الموالية للحكومة في العاصمة مقديشيو.

ويقدر أعداد الفارين من منازلهم في أحياء عدة بالعاصمة بنحو ربع سكانها بسبب اندلاع المعارك في أحيائهم، بحسب منظمات إنسانية محلية.

ولا تقتصر حركة النزوح على السكان المقيمين في مناطق النزاع بالعاصمة، لكنها تمتد لمناطق أخرى، يخشى السكان من أن يصلها القتال والقذائف المجهولة والأسلحة الثقيلة التي يستخدمها الجانبان والتي باتت تتساقط بشكل عشوائي على المنازل في مناطق واسعة.

وشملت حركة النزوح أيضا سكان المناطق المجاورة لمعسكرات المقاتلين شمال المدينة وجنوبها خوفا من تحول تلك المعسكرات إلى هدف لنيران خصومهم.