
كثف الجيش الباكستاني هجماته الأربعاء على وادي سوات الذي تبسط حركة طالبان سيطرتها عليه، فيما تسبب القتال الدائر في نزوح مئات الآلاف من المدنيين من الوادي الواقع بشمال غرب البلاد. وتوعدت الحركة بالانتقام مؤكدا أن الخسائر في صفوفها معدودة.
وقصفت المقاتلات الباكستانية والمروحيات مساحات واسعة من وادي سوات الذي كان في السابق مقصدا للسياح، فيما بات المدنيون في أوضاع مأساوية بسبب استمرار القتال والنزوح.
واستهدفت الضربات الجوية معاقل طالبان في سوات، كما شنت مروحيات قتالية غارات في إقليم دير السفلى الذي بدأ فيه الجيش عمليات القصف في 26 إبريل، بعدما أحرز مقاتلو طالبان تقدما عسكريا ووصلوا إلى مناطق تبعد 100 كلم فقط من العاصمة إسلام أباد.
ويشارك حوالى 15 ألف عسكري باكستاني في مواجهات مع حوالى 4 آلاف من مقاتلي طالبان باكستان.
وقال مسؤولون عسكريون إن طرقات الخروج من مدينة مينغورا أبرز مدن الإقيم أغلقت وإن الجيش يطوق البلدة لمنع أعضاء الحركة من المغادرة.
ومن ناحيتها، هددت طالبان بالانتقام للعمليات التي يشنها الجيش في الإقليم، وقال الناطق باسم الحركة في وادي سوات مسلم خان في تصريحات نشرت اليوم في إسلام آباد إن مقاتلي الحركة لا يزالون يسيطرون على مدينة منغورا عاصمة وادي سوات.
وشدد خان على أن الحركة لم تخسر سوى 12 مقاتلا خلافا لما أعلنته الحكومة من قتلها أكثر من 750 منهم.
وعلى المستوى الإنساني بات سكان وادي سوات بين ضحايا لاقوا حتفهم في الصراع وجرحى ونازحين أو عالقين لا يستطيعون مغادرة مناطق الصراع.
وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين عن تسجيل أسماء أكثر من 500 ألف لاجئ منذ 2 مايو. وحتى قبل بدء الهجوم الأخير كانت الأمم المتحدة تتولى شؤون حوالى نصف مليون نازح في البلاد.
وفتح الجيش الباكستاني أمس الثلاثاء جبهة جديدة في جبال سوات الشمالية معقل مولانا فضل الله القيادي بطالبان ومساعديه.
واعلن الجيش عن مقتل 751 ناشطا مشيرا الى انه فقد 29 عنصرا من رجاله في العمليات في دير السفلى وبونر وسوات.
وفي سياق متصل، أعلن مسؤول عسكري باكستاني اليوم عن استضافة العاصمة الباكستانية الأسبوع المقبل مؤتمراً للمانحين لجمع المساعدات للنازحين من مناطق التوتر.
وأوضح الفريق نديم أحمد رئيس "مجموعة الدعم الخاص" التابعة للجيش الباكستاني في مؤتمر صحفي عقده اليوم في مدينة بيشاور عاصمة إقليم الحدود الشمالي الغربي أن الحكومة الباكستانية سوف توفر كافة التسهيلات للنازحين من مناطق التوتر بالتعاون مع الجيش وأن مجموعة الدعم الخاص سوف تشرف على هذه المهمة.
وأضاف أن عدد النازحين من تلك المناطق وصل إلى مليون ومئة ألف شخص في الوقت الذي يتوقع فيه أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من مليون ونصف المليون خلال الأيام المقبلة، موضحاً أن المجموعة الدعم الخاص وضعت خطة لاستقبال مليون ونصف مليون نازح في مخيمات أقيمت لهذا الغرض في مناطق آمنة بإقليم الحدود الشمالي الغربي.