
دعا الشيخ عمر الفاروق (أحد كبار علماء الصومال) إلى وقف المعارك الدامية التي تدور رحاها هذه الأيام في مقديشو.
وأكد الشيخ الذي يعد من كبار علماء الصومال والمقيم في المملكة العربية السعودية، في حديث له مع إذاعة هورن أفريك المحلية الصومالية ، أن المعارك التي تشهدها مقديشو هذه الأيام ما هي إلا فتنة، مطالبًا الأطراف المتصارعة بتقوى الله، وحل مشكلاتهم بالتفاوض.
كما أرسل إلى الأطراف المتصارعة برقية تناشد بالهدنة والتوقف عن إراقة دماء المسلمين، مذكرا بأن (زوال الدنيا وما عليها أهون عند الله من قتل نفس واحدة بغير حق).
وحذر الشيخ من أن مثل هذه المعارك قد تمتد حتى تصل إلى مرحلة الانفلات التي يصعب حلها فيما بعد، ولهذا تتطلب استدراكها حاليا قبل فوات الأوان، كما شدد الشيخ تحذيره عن الاستعجال بمسألة التكفير، مستشعرا عما قد يلاحق ذلك من استباحة دماء المسلمين، ونشر الفساد، مطالبا بالتجنب عن ذلك والخوف من الله.
وتابع الشيخ: أذكّر الأمة الإسلامية بشيئين: تقوى الله، واللجوء إلى المصالحة، وحذر من ارتكاب أي أفعال غير محمودة العواقب.
ويأتي نداء الشيخ عمر الفاروق في وقت قام به العديد من العلماء لإقناع الأطراف المتصارعة في مقديشو بإيقاف المعارك واستنزاف دماء المسلمين، ولكن الذي لا يزال مجهولا إلى الآن هو مدى انعكاس هذه المناشدات بالنسبة لهذه الأطراف.
وفي الوقت ذاته، دعت ولاية بونت لاند إلي وقف الحرب في مقديشو بعد أيام من القتال العنيف بين المحاكم الإسلامية الموالية للحكومة والقوات التابعة للحزب الإسلامي وحركة الشباب كما أدانت عمليات القرصنة مطالبة بعدم دفع أموال للقراصنة.
ودعا عبدي ورسمي المعروف بـ( سيفتابانانكا) وزير الإعلام بحكومة بونت لاند التي تتمتع بشبه حكم ذاتي الأطراف المتحاربة في العاصمة الصومالية مقديشو إلى وقف القتال بأسرع وقت مكن.
ويذكر أن الحرب بدأت تأخذ شكلا تصعيديا ولاسيما بعد دخول القوات الأفريقية واستخدامها العشوائي للمدفعية الثقيلة الذي سبب نزوحا جماعيا من العاصمة مما يزيد معاناة المدنيين الأبرياء، ولا يبدو هناك أفق للخروج من أزمة.
وكان قد هدد قائد بارز بالحزب الإسلامي بكيسمايو امس بتصعيد الهجمات ضد القوات الأفريقية بمقديشو, في حين لا يزال عشرات المسلحين يتدفقون باتجاه العاصمة للمشاركة بالقتال.
وقال أحمد أسلان وهو حاكم مدينة كيسمايو إبان حكم المحاكم الإسلامية: إن القتال الدائر بمقديشو سببه وجود القوات الأفريقية بها مؤكدا قدرة الصوماليين على حل مشاكلهم إذا توقفت التدخلات الخارجية.
كما طالب القوات الأفريقية بالانسحاب, مضيفا "أرسلنا عشرات المجاهدين الصوماليين إلى مقديشو ليقاتلوا مع إخوانهم من الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين ضد القوات الأفريقية والحكومية".