أنت هنا

17 جمادى الأول 1430
المسلم- وكالات

استقبل الرئيس المصري محمد حسني مبارك رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتانياهو الاثنين في مدينة شرم الشيخ المصرية لبحث ملف السلام العربي-"الإسرائيلي" والعلاقات مع طهران. وانتقدت حركة حماس استقبال القاهرة لنتانياهو في ظل تنكره لحقوق الشعب الفلسطيني.

وتعتبر هذه هي الزيارة الأولي لنتانياهو منذ توليه منصبه أوائل إبريل الماضي. وألقى الزعيمان بيانين منفصلين أمام الصحفيين لكنهما لم يعقدا مؤتمرا صحفيا.

واعتبر الرئيس المصري في بيانه أن محادثاته مع نتانياهو كانت "صريحة وبناءة"، مشيرا إلى أنها تناولت قضية السلام. وقال مبارك إن "رئيس الوزراء أكد لي التزام حكومته بالسعى للسلام (.. ) وأكدت من جانبي تطلع مصر لمواقف إيجابية تعكس هذا الالتزام وتحقق السلام على المسار الفلسطيني وفق حل الدولتين، وتفتح الطريق أمام باقي المسارات وفق مبادرة السلام العربية".

وأضاف أن نتانياهو "أثار ملف الاستيطان وانعكاساته الضارة على فرص السلام (..) واهمية استئناف المفاوضات من حيث انتهت بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية وفق أفق سياسي واضح يتعامل مع كافة قضايا الحل النهائي (..) ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة لتعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام".

وتابع مبارك إنه بحث مع نتانياهو "تثبيت التهدئة فى (غزة) وفتح معابرها ورفع حصارها وإعادة إعمارها، وما يرتبط بذلك من جهود مصر لتحقيق الوفاق الوطنى الفلسطيني وإنجاح صفقة إطلاق سراح السجناء من كلا الجانبين".

ومن جانبه، قال نتانياهو: "إننا نريد أن نستأنف في أسرع وقت ممكن محادثات السلام بيننا وبين الفلسطينيين ونأمل أن تستأنف خلال الأسابيع المقبلة". وتابع: "إننا نريد لإسرائيل والفلسطينيين أن يعيشوا في أفاق السلام والأمن والازدهار... ونعتقد أن هذه الأمور الثلاثة يجب أن تسير بشكل متواز لا أن (يتم تقدم) في إحدها على حساب الآخر"، على حد زعمه.

وكان نتانياهو قد استبق زيارته لمصر بالإعلان عن "التزام" حكومته بالعمل من أجل تحسين الوضع الاقتصادي للسكان في مناطق السلطة الفلسطينية. لكنه أغضب الأوساط العربية قبلها بتصريحاته حول معارضته لأي انسحاب "إسرائيلي" من هضبة الجولان السورية المحتلة بسبب أهميتها الإستراتيجية، بحسب تعبيره.

ومن جانبها انتقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما أسمته "استقبال عواصم عربية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في ظل تنكره لحقوق الشعب الفلسطيني. وقال مشير المصري النائب عن حماس في بيان بثه أمس الأحد: "من المؤسف استقبال (...) نتانياهو في العواصم العربية في ظل تنكره لكافة حقوق الشعب الفلسطيني ونصبه العداء الكامل للفلسطينين وعدم إيمانه بلغة السلام وفي ظل أكبر عمليات تهويد تمارس ضد مدينة القدس والتوسع الكبير في الاستيطان".

وأضاف: أن "المطلوب عربيا في هذا الوقت هو الوقوف الكامل بجانب الشعب الفلسطيني المكلوم في مواجهة غطرسة العدو الصهويني وممارسة الضغط على أكثر الحكومات الصهيونية تطرفا". ورأى أن "السكوت عما يجري هو بمثابة توفير غطاء للعدو للتمادي في سياساته العدائية للشعب الفلسطيني".

واعتبر أن هناك علاقة بين زيارة نتانياهو للقاهرة وملفات الحوار الفلسطيني، موضحا أنها "مرتبطة بتعاطي العدو مع هذه الملفات".