أنت هنا

17 جمادى الأول 1430
المسلم- وكالات

بدأت أجواء من الهدوء تسود العاصمة الصومالية مقديشو عصر الاثنين بعد معارك استمرت منذ الخميس الماضي بين مقاتلى الحزب الإسلامي وحركة الشباب من جهة والقوات الحكومية من جهة أخرى. وعقد الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد اليوم أول مؤتمر صحفي له منذ اندلاع المعارك، متهما معارضيه بالعمالة لدول أجنبية.

وقال شريف أن الحكومة الصومالية مستعدة للدفاع عن نفسها ضد القوات التي تستهدفها، لكنه شدد على أن قواته كانت تسعى للامتناع عن خوض المعارك ومازالت تتخذ إجراءات لتفادي أعمال العنف. واعتبر شريف أن هناك أشخاصا "وظيفتهم استمرار المعارك فقط"، على حد قوله.

وأضاف: "الحكومة ما زالت تحاول الامتناع عن المعارك لكن هناك من يريد الحرب ولا يريد دولة". واتهم معارضيه بأنهم يخدمون دولا أجنبية.

ودعى حركة الشباب المجاهدين التي تشن هجمات ضد قوات حكومية إلى وقف القتال، قائلا: "أقول للشباب المخدوعين إنكم تقتلون إخوتكم وتريقون دماء المسلمين".

كما بعث بتعازيه إلى الشعب الصومالي الذي فقد العشرات خلال معارك الأيام الماضية في العاصمة مقديشو.

وقال شريف: "تعلمون أن الحكومة كانت تحاول إقناع المعارضين وهناك معارضون انسحبوا من اتفاقيات تمهيدية وقعوا عليها مع الحكومة الصومالية"، في إشارة إلى الزعيم المثير للجدل يوسف انعدي الذي سلم أسلحته للحزب الإسلامي بعد أيام من الاتفاق مع الحكومة.

وتأتي تصريحات الرئيس الصومالي في وقت سيطر فيه الحزب الاسلامي وحركة الشباب على معظم المراكز الرئيسة التي شهدت المعارك، فيما منيت قوات المحاكم الإسلامية الموالية للحكومة بهزيمة قاسية.

واستمرت المعارك منذ الخميس الماضي في أجزاء من العاصمة مقديشو حيث وقعت اشتباكات صباح اليوم في تقاطع فغح بناحية ياقشيد. وتبادل الطرفان إطلاق المدافع الثقيلة والرشاشات المختلفة، وأسفرت المواجهات عن خسائر بشرية بين المدنيين.

وقتل خمسون شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 200 آخرين في تلك المواجهات خلال الخمسة أيام الماضية، من بينهم 15 شخصا قتلوا أمس الأحد إثر سقوط قيفة هاون على مسجد.

ومنذ توقف المعارك بدأ آلاف السكان في الهروب من العاصمة مستغلين فترة الهدوء خاصة مع زيادة التوقعات بتجدد الاشتباكات في غياب وساطة بين الأطراف المتصارعة.